انتقد عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في أول خروج إعلامي له بعيدا عن مسؤولياته في الوكالة بعد محاضرته الشهيرة في القاهرة عن الشيعة، إذ قال إن المغاربة لا يعرفون العقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي، وهما من الأركان الثلاثة التي ترتكز عليها الهوية الدينية للمغرب إلى جانب المذهب المالكي، لأنه لم يتم حمل الأمة بالوسائل التربوية الناجعة لكي يتمكن المغاربة من تمثل معالم التدين المغربي، مضيفا أن الجميع يتحدث عن الأشعرية والجنيدية دون أن يفهموا معانيها، وذلك في انتقاد مبطن لوزارة الأوقاف وغياب أي استراتيجية علمية وتربوية وثقافية للتعريف بمكونات الهوية الدينية المغربية. وقال المدغري، في محاضرة بعنوان “المعالم الدينية للشخصية المغربية”، نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية بكلية والآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أول أمس، إن الحديث عن العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي”لا يعني أننا نعرفها جيدا، فالمغاربة لا يعرفون المذهب الأشعري إلا كما تعرف العجائز الطب الحديث”، مشددا على ضرورة نشر مبادئ وأحكام هذه الأركان الثلاثة وتراثها والعمل على التمسك بها لتحصين أفراد الأمة وتقوية تماسكها العقدي والديني. وأوضح عبد الكبير العلوي المدغري، الذي شغل منصب وزير الأوقاف منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي إلى عام 2002، أن المغرب عرف في مختلف مراحل تاريخه منذ الفتح الإسلامي مذاهب متنوعة ومتصارعة قبل أن يستقر على عقيدة توحيدية سليمة وصافية، هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وقال إن الأمة ظلت منسجمة دينيا إلى أن ظهر رجلان في القرن الأول للهجرة «شغلا الناس بما لم يكونوا يعرفون»، الأول نصراني هو معبد الجهني الذي قال بالقدرية، والثاني يهودي هو عبد الله بن سبأ، الذي كان أول من قال برجعة الإمام علي عليه السلام وأنه لم يمت، ولكنه في السماء وسيعود لكي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت جورا، وقال بالوصية للإمام علي بعد وفاة النبي عليه السلام، كما قال برجعة الرسول أيضا عليه السلام. وانتقل المدغري مباشرة من عبد الله بن سبأ إلى القرن الحادي والعشرين وقال: «أقول هذا لأن هذه العقيدة الفاسدة ما زالت موجودة اليوم و موزعة على مذاهب التشيع هنا وهناك». وشكلت هذه الإشارة، من لدن الوزير السابق، الذي شارك في العديد من مؤتمرات التقريب بين السنة والشيعة، عقد بعضها في المغرب في عهد الملك الراحل، انتقادا صريحا للتشيع الإيراني وتعبيرا عن عدم إمكان التقريب، وذلك عندما رد التشيع إلى أصول سبئية يهودية، وهي تصريحات من الواضح أنها ستغضب الإيرانيين. وهذه هي المرة الثانية التي يهاجم فيها المدغري التشيع الإيراني منذ الأزمة الديبلوماسية بين الرباط وطهران في شهر فبراير من العام الماضي، بعد محاضرة كان قد ألقاها في القاهرة في ماي الماضي اتهم فيها الدولة الإيرانية صراحة بالعمل على تأجيج الصراعات المذهبية في المجتمعات العربية والإسلامية.