أكد الدكتور العلوي المدغري على أن مواجهة التشيع والتنصير والمذاهب الإلحادية لا يمكن أن تتحقق بالشعارات؛ بل بتقوية الشخصية الدينية المغربية بما يضمن للمجتمع المناعة ومواجهة التحديات، وأبرز في محاضرة له بفضاء الأطر ليلة السبت الماضي أن أحسن وسيلة لإعادة النظام والإنسجام للحياة الدينية ومحاربة الغلو والتطرف هي حمل الشعب بالوسائل التربوية الناجعة وليس بالقوة على الرجوع إلى الثوابت الثلاث للشخصية الدينية، والمتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وتصوف الجنيد، وإعادة بناء الشخصية المغربية على ضوء ذلك وحمايتها من التفكك، وشدد المدغري على أن العلماء يجب أن يقوموا بدورهم ورسالتهم، بشجاعة وتعقل وحسن نية، وأكد في الوقت نفسه أن الدولة مسؤولة ومعنية لأن هذه القضايا لها علاقة بالاستقرار الأمني ومصلحة الدولة والدول التي أهملت مؤسساتها الدينية، أنظروا ماذا جنت، وأكد الدكتور المدغري على أن المغرب محتاج لمحو الأمية العقدية بالعلم كما فعل مؤسسها. وبعد عرض لسمات العقيدة الأشعرية ولتاريخ مؤسسها أبي الحسن الأشعري وتميزه بالتشديد على مرجعية الكتاب والسنة وعلى إعمال العقل وتبني الوسطية منهجا فالوسطية ليست نقطة بين الحق والباطل، الوسطية هي اختيار أحسن ما في الشيء، وقدم مثالا من فلسطين، حيث قال نحن معتدى علينا في فلسطينوالقدس، والوسطية هي اختيار المقاومة في مواجهة ما يقوم به الكيان الصهيوني من عدوان. وخصص مدير وكالة بيت مال القدس فقرة معتبرة من محاضرته لموضوع المذهب المالكي، إذ توقف عند المنهج بعد أن قال وبألم إننا ندعي أننا مالكية ولكننا نخالف المذهب في عدد من أحكامه وهذا مؤسف وأضاف أن منهج الإمام مالك التربوي قام على الإنصاف والإخلاص والتحري والتقوى والإتقان والصدق والتواضع، ثم منهج أصولي في كيفية استخراج الأحكام الشرعية، والتي جعلت من المذهب مسايرا للتطور ومتفاعلا مع المتغيرات، معتبرا أن التمسك بالمذهب المالكي، معناه التمسك بهذه الأدوات للتجديد والتطور ورفع الحرج والتوسعة على الناس، وذكر لذلك أمثلة تطبيق قواعد الاستحسان والمصالح المرسلة وأن العادة محكمة والمعروف كونه كالمشروع شرطا والثابت بالعرف كالثابث بالنص. وبعد أن توقف عند تحديد سمات التصوف المغربي المرتبط بمدرسة الجنيد، والذي كان يشدد على ارتباط التصوف بمرجعية الكتاب والسنة والزهد في الدنيا وصفاء المعاملة مع الله، اعتبر أنه عوض أن يخدم التصوف الزهد، أصبح يوظف للدنيا، وانتقد بعض المظاهر التي تجعل من الصوفية قبورية أو شعوذة على خلاف ما يرتكز عليه التصوف المغربي.