دعا برلماني في الغرفة الأولى وزير السياحة ياسر الزناكي إلى الاهتمام أكثر بالفنادق الصغيرة والمتوسطة كرافعة للقطاع السياحي في الدواوير والمدن الصغيرة كما فعلت الجارة إسبانيا، مضيفا أن المطلوب هو دعم تطوير نسيج المقاولات السياحية الصغيرة والمتوسطة لتحقيق طفرة في العرض الفندقي في المغرب، مشيرا إلى أن قوة الاستقطاب السياحي في دول كفرنسا وإسبانيا تحققها شركات الفرانشيز (الامتياز)، التي تمتلك فنادق صغيرة ومتوسطة وليس المحطات الشاطئية الكبرى بفنادقها الفخمة. وأشار طارق يحيى، من التحالف الاشتراكي، خلال مناقشة ميزانية قطاع السياحة إلى ضعف الربط الجوي بين عدد من المدن المغربية بالوجهات المصدرة للسياح كالناظور، ملحا على أهمية تطوير الرحلات غير المنتظمة (شارتر) لتكثيف الربط الجوي القائم بين المغرب وتلك الأسواق. من جانب آخر، نبه نائب من المعارضة ياسر الزناكي، الذي يقدم أول عرض له حول ميزانية وزارته أمام البرلمان، إلى أهمية استحضار هشاشة القطاع السياحي أمام التقلبات الدولية في وضع أهداف للاستراتيجية السياحية 2020، مع التوقف في منتصف المدة الفاصلة بين 2010 و2020 لمراجعة الأهداف الكبرى لرؤية 2020 تبعا للمتغيرات الطارئة، وأضاف البرلماني أن ضعف الجانب الخدماتي (النقل والأمن والشوارع والقضاء والصحة) الذي يحيط بالسائح عند حلوله بالمغرب يؤثر سلبا على نسبة عودته إليه، مشيرا إلى أنه طلب من الوزير السابق محمد بوسعيد وضع مؤشر لنسبة عود السياح إلى المغرب. وحسب النائب، من العدالة والتنمية، فإن على وزارة السياحة تقديم حصيلة الإنجازات السياحية حسب المخططات وليس بصفة إجمالية، وذلك لمعرفة تطور كل منها وعلى رأسها المخطط الأزرق ومخطط مدائن وبرنامج بلادي، وتساءل المتحدث نفسه عن سبب حصر التكوين السياحي في المغرب على اللغة الفرنسية، في حين أن اللغة الإنجليزية هي رقم 1 في التخاطب عبر العالم، ليدعو إلى إدخال هذه اللغة في مناهج التكوين السياحي في المؤسسات العمومية، مع التركيز على توفر المتكون على حد أدنى من المعرفة حول ثقافة وحضارة المغرب. وزير السياحة من جانبه قال في عرضه حول رؤية 2020 إن التحديات الكبرى المرتبطة بها تتمثل في ضرورة تسريع تنفيذ الأوراش وحل إشكالية العقار والتمويل التي تعترض على وجه الخصوص مخطط بلادي الموجه للسياحة الداخلية، إضافة إلى تحدي تطوير مناطق جديدة وتقييم حقيقي للمؤهلات السياحية لجهات المغرب، مع التوجه نحو تعزيز المنتوج السياحي العائلي، والنهوض بجودة خدمات الإيواء والإرشاد السياحي والتوزيع، مضيفا أن تحسين جودة المحيط السياحي من نقل وتأهيل للمدن «لن يتم دون مشاركة فاعلة للمنتخبين المحليين». وأضاف الوزير أن التصور العام لاستراتيجية 2020 يتجلى في توفير منتوجات سياحية متنوعة، من خلال خلق مناطق سياحية جهوية يستند بعضها على العرض الشاطئي (الريف والبحر المتوسط) والبعض الآخر على العرض الثقافي (طنجة ومناطق الشمال وأكادير والواحات وكلميم وطانطان) وصنف ثالث على العرض الأخضر المرتبط بالثروات الطبيعية (ورزازات ووادي درعة والأطلس الكبير والمتوسط ومنطقة الداخلة).