اعتبر عبد الرحمان النايلي، المدير الجهوي للفلاحة بالجهة الشرقية، في تصريح ل«المساء» أن المنجزات الهامة التي قام بها مشروع التنمية القروية تاوريرت/تافوغالت مكّنت من تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للساكنة المستفيدة، ويمكن اعتمادها كقاعدة لبرامج ومشاريع مستقبلية جديدة تدخل في إطار مخطط المغرب الأخضر الرامي إلى جعل القطاع الفلاحي قاطرة للتنمية المستدامة على الصعيد الوطني والجهوي. «همت هذه المنجزات المتعلقة بالمجالات الفلاحية والإنتاج الحيواني والحفاظ على البيئة والثروات المائية، وستكون قاعدة لبرامج ومشاريع في المستقبل القريب، كما تدخل في المخطط الكبير للمغرب الأخضر». ولتقييم المشروع وبمناسبة انتهائه، نظمت مديرية مشروع التنمية القروية تاوريرت/تافوغالت، بشراكة مع الصندوق الدولي لتنمية الزراعة، ورشة جهوية يومي 4 و5 نوفبر الجاري، تحت شعار «مشروع التنمية القروية تاوريرت تافوغالت: أساس التنمية البشرية المستدامة». وجاءت الورشة للوقوف على منجزات مشروع التنمية القروية تاوريرت تافوغالت الذي انطلق خلال الموسم الفلاحي 1997-1998 بهدف تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لساكنة منطقة نفوذ المشروع. واستفاد منه 12 ألف قروي ينتمون ل13 جماعة قروية تابعة لإقليمي بركان (3 جماعات، تافوغالت وسيدي بوهرية وريسلان) وتاوريرت (تسع جماعات) وعمالة وجدة- أنكاد (جماعة سيدي موسى) والتي يقدر عدد سكانها بحوالي 100671 نسمة، وبكلفة قدرها 446 مليون درهم، منها مساهمة الصندوق الدولي للتنمية الزراعة ب 40 في المائة عن طريق قرض، والباقي مساهمة من الحكومة المغربية، ومساهمة عينية للمستفيدين، أي بأنشطتهم وأعمالهم وتتبعهم. وقد همت هذه المنجزات كل مكونات الإنتاج الفلاحي، حيث قام المشروع بإحداث محميات للرعي وغرس أكثر من 17 ألف هكتار من الشجيرات العلفية. وفي مجال الحفاظ على الموارد المائية وتثمينها، قام المشروع بإنشاء عدة منجزات للاستفادة من مياه الأمطار وتهيئة نقط الماء وتجهيز مدارات للري. وللرفع من الإنتاج الفلاحي قام المشروع بتوزيع أكثر من 850 ألف شتلة من الأشجار المثمرة، خصوصا اللوز والزيتون، وتثمين الإنتاج الحيواني عبر إحداث مراكز لجمع الحليب ومحطة لتحسين النسل وتوزيع فحول الماعز وخلايا النحل. وعلى مستوى تحسين أوضاع المرأة القروية، قام المشروع ببناء 8 مراكز للتنشيط النسوي وتجهيزها بالمعدات الضرورية وتمويل مشاريع مدرة للدخل. كما أحدثت عدة تنظيمات مهنية من تعاونيات وجمعيات للحفاظ على مكتسبات المشروع، من شأنها الإشراف وتسيير منجزات المشروع في إطار تنمية مستدامة. ومن جهته، أوضح محمد حركوس، المدير الإقليمي، للفلاحة بوجدة أن تنظيم هذا النشاط الهام جاء لإعطاء الانطلاقة لورشة مشروع التنمية القروية تاوريرت/تافوغالت الذي أنجز بممر تاوريرت/وجدة أنجاد والذي انطلق مع الموسم الفلاحي 97/98 وتواصلت مدة إنجازه 11 سنة، «وبانتهاء المشروع، نباشر، طبقا للمساطر المعمول بها، مرحلة التقييم رفقة جميع الشركاء إضافة إلى الفلاحين والكسابة المستفيدين والإدارات المعنية».