سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان ما يسمى «المخيم الأصفر» ينتفضون ضد السلطات بإقليم ابن سليمان يقيمون منذ ثلاثة أشهر داخل خيام بلاستيكية بعد أن هدمت السلطات منازلهم في إطار إعادة الإيواء
«بسبب الوعود الكاذبة، غرقتُ في الديون والتشرد الأسري وعلقت أسرتي المكونة من زوجة مريضة وثلاثة أطفال معاقين جسديا داخل خيمة، عرضةً للحرارة والبرد القارس والأمطار والسيول، هُدِم منزلي الصفيحي ومُنحت لي بقعة أرضية غير مجهَّزة، مقابل 20 ألف درهم... فلا أنا قادر على تغطية مصاريف تغذية علاج أبنائي ولا أنا تمكنتُ من تدبير قروض لبناء «قبر الحياة»... بكى لحسن البدوي، الشيخ المريض والعاطل عن العمل، طيلة سرده تفاصيلَ معاناة أسرته داخل ما أصبح يطلق عليه «المخيم الأصفر»، الذي يحتضن حوالي 40 أسرة «لاجئة» تعاني الفقر وانعدام الماء والمراحيض ومن الوحل وقسوة الطبيعة. لم يجد سكان «الخيام الصفر»، المرحَّلون قبل ثلاثة أشهر من دوار «الكوري» في بلدية المنصورية، التابعة لإقليم ابن سليمان، في إطار عملية إعادة الإسكان، من وسائل للتعبير عن غضبهم وسخطهم من الوضع الكارثي الذي يعيشون فيه، رفقة أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، سوى تعليق لافتات احتجاجية وطلب النجدة من الملك محمد السادس والخروج إلى الطريق الشاطئية قرب خيامهم (البلاستيكية) من أجل إيصال أصواتهم لكل الجهات المعنية.وقد أكد المتظاهرون، في تصريحات متفرقة لَ«المساء»، أن كل الأجهزة، من سلطات محلية وإقليمية، أخلفت وعودها ولم تُمكِّنْهم من بُقع أرضية مجهَّزة ولم تدعمهم ماليا ولم تساعدهم في عملية تدبيرهم قروضا، مؤكدين أنهم تلقوا وعودا قبل التوقيع على هدم منازلهم الصفيحية بمنحهم مبلغ 5000 درهم والتوسط لهم لدى مؤسسات قروض تم تعليق أرقام هواتفها في قيادة المنصورية قبل تحويلها، مؤخرا، إلى باشاوية. كما تساءلوا عن سبب تمكين بعضهم من كل التسهيلات والدعم المالي والبُقع الأرضية دون قرعة وتهميش آخرين، ولماذا تم إقصاء خمس أسر من الاستفادة من البقع الأرضية. واستنكروا عملية الهدم والترحيل التي تمت رغم أن التجزئة الجديدة لا تتوفر على البنية التحتية اللازمة (لا ماء ولا كهرباء ولا مرافق عمومية ولا مدارس...). خيام تضررت بفعل حرارة الصيف وزاد وضعها سواء بعد تهاطل الأمطار الأخيرة، مما جعل تلك الأسر التي عاشت جحيم الحرارة المفرطة و«جاورت» الحشرات والعقارب، كما حصل لأحد الأطفال دون الثالثة ربيعا، الذي ما زالت قدمه اليسرى منتفخة، جراء لسعة سامة، وتعرضوا بعدها لقسوة البرد والرطوبة، وضمنهم مرضى وشيوخ وأطفال معاقون. ولم يستسغ سكان دوار «الكوري» في بلدية المنصورية، الذين يعيشون الفقر المدقع داخل منازل صفيحية، منذ عقود، فوق أرض خاصة مسماة «السوينية»، الطريقةَ التي تم بها ترحيلهم في إطار عملية إعادة الإيواء، إلى تجزئة بدون أزقة ولا شوارع ولا ماء وكهرباء، ما زالت الجرافات لم تُتم رسم أزقتها وشوارعها. كما انتقد المستفيدون من عملية إعادة الإيواء السرعة في اتخاذ قرارات الهدم، وطالبوا بثمن الأرض، علما أنه بعد توفر البقعة الأرضية وكل التصاميم والرُّخص الخاصة بالبناء، فإن بناء المنازل يتطلب أشهرا عند من لديهم القدرة على البناء، وقد يتطلب سنة عند البعض الآخر، مما يجعل أُسرَهم عرضة للتشرد والضياع والمرض داخل تلك الخيام. وتقع التجزئة الجديدة على مساحة 27 هكتارا وتضم، إلى جانب مقر البلدية والملعب البلدي، بقعا أرضية تجارية من ثلاث طوابق وأخرى لبناء الفيلات والإقامات تصل مساحتها إلى 1000 متر مربعة، إضافة إلى 395 بقعة للسكن الاجتماعي، خاصة في دواري «الكوري» و«بن شقشق»، هذا الأخير الذي يُنتظر أن يتم ترحيل قاطنيه خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقد طالب السكان الجهات المعنية بمتابعة سير تفويت تلك البقع الاجتماعية منها والتجارية، ومنحها لمن يستحقها، مشيرين إلى أن عدة جهات تسعى إلى الاستفادة من تلك البقع الأرضية، ضمنهم منتخَبون ورجال سلطة وبعض الموالين لهم.