أثارت مقاطعة فريق الاتحاد الاشتراكي، الذي يدعم الأغلبية داخل مجلس بلدية المحمدية، دورة أكتوبر الأخيرة بسبب رفض أعضائه السبعة إدراج نقطة تخص معاقبة ثلاثة أعضاء مستشارين تغيبوا عن أشغال الدورات الثلاث السابقة جدلا كبيرا وسط الهيئات الحزبية الثلاثة المكونة للمجلس البلدي بالمدينة والفعاليات المحلية التي حضرت الدورة. وبينما برر حسن وجي، مستشار في الفريق الاتحادي، المقاطعة بقوله «لا ادعي لإدراج هذه النقطة لأن هناك أولويات أهم»، اعتبر محمد المفضل رئيس البلدية أن النقط الثلاث الخاصة بإبداء الرأي حول تغيبات المستشارين لها أهمية بارزة، متمثلة في كون الدورات فرصة لمناقشة واتخاذ قرارات حاسمة تخص الشأن المحلي، وكل تغيب يعتبر استخفافا أو عدم اهتمام بالشأن المحلي، موضحا أنه يسعى لإذابة جبال الجليد التي تحول دون أن يكون هناك حوار صريح وشفاف بين كل الألوان الحزبية الممثلة لمجلس المدينة، والعمل على التخطيط من أجل نهضتها. وانتقدت مصادر مختلفة حزبية ونقابية طريقة تعامل الفريق الاتحادي، الذي تقلص عدده من عشرة إلى سبعة مستشارين فقط بعد تجميد ثلاثة مستشارين اتحاديين عضوياتهم الحزبية، متسائلة كيف أن الفريق كان الخصم اللدود والمعارض القوي للتجمعيين فترة ترؤس منسقهم الإقليمي محمد العطواني البلدية، ثم أصبح اليوم يدافع عن عدم معاقبة بعض مستشاريه الذين لا يحضرون أشغال دورات المجلس البلدي، وكيف يشارك اليوم في تسيير البلدية إلى جوار فريق الأصالة والمعاصرة، ويقاطع الدورة من أجل ثلاث نقط كان بالأحرى اعتمادها والتشبث بإدراجها، وهو ما أضاع على الفريق مناقشة عدة نقط مهمة، أبرزها مشروع ميزانية 2011. كما انتقدت غياب المستشارين التجمعيين عن دورات المجلس، وتساءلت عن سبب النزيف الداخلي للفريق التجمعي، الذي تقلص هو اللآخر عدد مستشاريه من 17 إلى 11 مستشارا، بعد أن رحل ستة منهم إلى فريق الجرار. وقد عرفت دورة أكتوبر للمجلس البلدي، التي انعقدت يوم الخميس المنصرم بقاعة قصر البلدية بالمحمدية، التصويت بإجماع الحضور (35 عضوا) بمن فيهم المعارضة من أصل 43 عضوا، على عشر نقط مدرجة في جدول أعمال الدورة، ضمنها مشروع ميزانية 2011، التي بلغت حوالي 14 مليار ونصف سنتيم،أي بزيادة ثلاثة مليارات على ميزانية 2010، وتأجيل النظر في ثمان نقط، أبرزها ثلاث نقط تخص إمكانية المصادقة على إقالة ثلاثة أعضاء مستشارين من الفريق التجمعي المعارض تغيبوا عن أشغال ثلاث دورات متتالية للمجلس (فبراير، أبريل، ماي)، ويتعلق الأمر بكل من محمد أمين العطواني المهندس المعماري نجل التجمعي محمد العطواني الرئيس السابق لمجلس البلدية، والرئيس الحالي لمجلس العمالة، وكذا مستشارين من نفس حزب الحمامة، وهما خالد باكريم وكريم عوجي. ودامت أشغال الدورة ساعة و17 دقيقة واختتمت بزغاريد مجموعة من النساء اللواتي كن خلف قاعة الاجتماعات ينتظرن خروج الرئيس.وفي موضوع آخر، تم تأجيل دورة أكتوبر لمجلس عمالة المحمدية إلى صباح الخميس المقبل، بعد أن حضر تسعة مستشارين فقط من أصل 21 عضوا، وهي الدورة التي غاب عنها الفريق الاتحادي لأسباب مجهولة. وكان الاتحادي حسن جوي، الذي يتوفر على عضوية مجلس العمالة كذلك، قد أكد أن تغيبه يرجع لارتباطه بعمله، ونفى أن يكون هناك أي اتفاق بين أعضاء الفريق من أجل مقاطعة دورة مجلس العمالة. وأشار وجي إلى أن موعد الدورتين المتزامن مع وقت واحد (صباح الخميس المنصرم) كان له الأثر الكبير في تأجيل دورة مجلس العمالة.