عمل الحاج بمطحنة الحسنية للحبوب مدة خمس سنوات تعرض خلالها لحادث شغل وأصيب بكسر في ظهره وأصبح معاقا يمشي على عكازين، فاستعطف إدارة الشركة وتم تشغيله حارسا، غير أن الشركة أصيبت بالإفلاس و تم طرد جميع العمال، وبقي هو بعد أن عين حارسا قضائيا عليها. ونظرا لعدم توصله إلى جانب صديقه عبد الرحمان بأجرتيهما، عمدا في فترات إلى تصريف كل ما يصلح للبيع بشركة مطاحن الحسنية، بما في ذلك خردة الحديد والمتلاشيات والأكياس الفارغة، بعدما كان يوهم المشترين بأن الشركة في ملك شقيقه الذي هاجر إلى الخارج بعد إفلاس شركته. واستجابة لمتطلباته اليومية ولعوزه المادي، فكر الحاج أن يكوّن عصابة إجرامية تستهدف الأموال والأشخاص، واستطاع أن يوسع شبكته من خلال ربط علاقات بأفراد آخرين خارج محيط المدينة من مكناسوالدارالبيضاء، فكانت مهمة مجموعة سطات التخطيط وجمع المعلومات، وكانت مهمة مجموعة مكناس التنفيذ والاقتحام، إلى جانب مجموعة الدارالبيضاء. وقد تم توقيف أحد الجناة، وهو عبد الرحمان المنسق الرئيسي للمجموعات الثلاث، والمنتمي لمجموعة سطات، بإحدى وكالات «ويستيرن يونيون» بالناظور حضر إليها دون أن يستطيع تبرير وجوده داخلها ليعترف لاحقا بأن وجوده فيها كان بهدف التخطيط والاستطلاع للسطو عليها. و قد اعترف بشركائه الخمسة عشر المكونين للعصابة الإجرامية. وقد قام المتهمون بمهاجمة شركة مطاحن «ميكو»، وتمكنوا بعد الاعتداء على حارسها الليلي من الاستيلاء على مبلغ مالي قدره430.000 درهم بعدما خربوا أجهزة الكاميرات المثبتة في جنبات الشركة للحيلولة دون التقاط صورهم. كما تمكنوا أيضا من الاستيلاء على سيارة من نو ع «رونو إكسبريس». و بعد ذلك قامت المجموعة باقتحام شركة «ستيف ديفيزيون» وقامت بتكسير أقفال المستودعات وسرقة كمية مهمة من لفائف ثوب الجينز. وبعد ذلك الحادث عاد المتهمون إلى نفس الشركة لسرقة آلات الخياطة، لكن وصول الشرطة إلى مكان الحادث أفشل العملية، حيث وجدت الضابطة حراس الشركة مكبلين. وقد تمت مطاردة الجناة والسيارة التي كانوا يستقلونها، و هي من نوع «سيتروين س15»، التي كانت تنطلق بسرعة قصوى. وبعد تنقيط السيارة، تبين أنها في ملك شركة «لوسيور كريسطال» بالدارالبيضاء، وبعد البحث والتحري تم التوصل إلى مالكها الجديد (منير.ف)، وبواسطته توصلت الشرطة إلى (عبد الرحمان.ي)، وهو الحارس القضائي المعين لحراسة مطاحن الحسنية، إلى جانب الحاج. وطبقا لخطط الحاج، اقتحم المتهمون وكالة البريد بحي الفرح، وقاموا بمهاجمة المدير، الذي كان وحده بعدما أذن للموظفة الوحيدة التي تشتغل معه بالانصراف، فقام اثنان منهم بلف ذراع المدير حول عنقه وأسقطوه أرضا وأدخلوه إلى مكتب مجاور، ووضع أحدهما سكينا على عنقه فيما وضع آخر ركبته على صدره فاسحين المجال لمتهمين آخرين بالاستيلاء على مبالغ مالية قدرت ب93286.70 درهما. و قد خطط أفراد العصابة للسطو على كل من السوق الممتاز «لابيل في»، ومحطة القطار بسطات، وتسلحوا بالسكاكين وترصدوا للضحيتين، اللذين ينقلان الأموال، إلا أن العمليتين باءتا بالفشل لعدم مرور الضحايا المستهدفين وقت الترصد. بعد هذه السرقات التي طالت الوحدات الصناعية بالحي الصناعي بسطات، بما في ذلك المطاحن، التي كانت مقر عمل لبعض من أفراد العصابة، وشركة «ستيف ديفيزيون»، وشركة «سيتافيكس»، ووكالة البريد، ومحاولة سرقة موظفي «لابيل في» ومحطة القطار، إلى جانب سرقات أخرى استهدفت الأموال والأشخاص، إضافة إلى محاولات العصابة الفاشلة سرقة قطيع من الأغنام وثلاثة بغال، أدانت استئنافية سطات الحاج و(ع.ي) و(ع.غ) و(ع. ع) و(ا .ط) ب20سنة سجنا نافذا وأداء المتهمين، باستثناء (ا.ط)، تعويضا مدنيا قدره60.000درهم لفائدة المطالب بالحق المدني بريد المغرب، بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح والسرقة الموصوفة والاحتجاز والاختطاف ومحاولة القتل العمد، وبالحكم على كل من(ع.ع) و(م.ر) بعشر سنوات سجنا نافذا بتهمة السرقة بالسلاح والاحتجاز وتكوين عصابة إجرامية والضرب والجرح، وعلى (ر.ص) بست سنوات سجنا نافذا بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، وعلى (م.ب) بأربع سنوات حبسا نافذا بتهمة تقديم مساعدة لعصابة إجرامية، وعلى (م.ص) بسنتين اثنتين حبسا نافذا بتهمة السرقة الموصوفة، وإخفاء شيء متحصل عليه من جناية، وعلى (ب.ق) بسنتين حبسا نافذا في حدود سنة موقوفة في الباقي من أجل إخفاء شيء متحصل عليه. وعلى(م.ف) و(س.ر) و(ح.ا) و(ا.د) بشهرين اثنين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها 500 درهم لكل واحد منهم بتهمة عدم التبليغ عن وقوع جناية. كما حكمت المحكمة ببراءة(ع.غ) و(ن.ع) مما نسب إليهما.