سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجاهدون من الثورة يدعون المنتظم الدولي إلى التحقيق في «مذابح» تعرض لها المغاربة بالجزائر دعوا السلطات الفرنسية إلى رفع اليد عن أرشيف يؤرخ لهذه المرحلة بعد استقلال البلاد
طالب مجاهدون وعائلات شهداء مغاربة في صفوف الثورة الجزائريةالأممالمتحدة بفتح تحقيق في «النكبات» التي تعرض لها المغاربة في الجزائر في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فيما دعوا السلطات الفرنسية إلى الإفراج عن وثائق وأشرطة «تؤرخ» لهذه المذابح. واستغلت جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، والتي تؤكد أنها تتبنى ملف هؤلاء المجاهدين، احتفالات الفاتح من نوفمبر، الذي يخلد فيه الجزائريون انطلاق ثورتهم في سنة 1954 ضد الاحتلال الفرنسي، للتذكير بمذابح «سبخة» التي تقول إنها ارتكبت في حق عدد من المغاربة من قبل «طغمة عسكرية»، سنة 1962 بضواحي وهران. وأكدت الجمعية، في بيان لها، أنها تعتزم متابعة المسؤولين عن نكبات المغاربة بالجزائر أمام المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تحتاج إلى مصادقة المغرب على القانون المنظم لها. وتحتفل الجزائر، في الفاتح من نوفمبر لهذه السنة، بالذكرى ال56 لانطلاق ثورتها التحريرية. وكان مغاربة الجزائر قد ساهموا في هذه الثورة بأموالهم وإمكانياتهم، واستشهد بعضهم. وناصر المغرب هذه الثورة، ووضع عددا من ثكناته تحت تصرف جيش التحرير الوطني الجزائري وأمده بالسلاح والمال والرجال. لكن خلافات عميقة ظهرت، مباشرة بعد إعلان استقلال الجزائر، وصلت حد دخول البلدين في حرب «الرمال» في سنة 1963. ويتحدث ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر عن مذابح ذهب ضحيتها عدد من مغاربة الجزائر في نفس السنة. وبعد توقف الحرب، ظلت العلاقات المغربية الجزائرية تعيش أزمة صامتة. وفي سنة 1975، عمدت السلطات الجزائرية إلى ترحيل حوالي 49 ألف عائلة مغربية. وتزامن هذا الترحيل مع احتفالات عيد الأضحى. ولم تمنح للمئات من هؤلاء المغاربة حتى فرصة حزم أمتعتهم. وترك عدد منهم ممتلكاته التي شملها قرار «التأميم»، في الآونة الأخيرة، في الجزائر. وتم اقتيادهم إلى الحدود المغربية الجزائرية في وجدة، وتركوا هناك في مواجهة المجهول، قبل أن يتدخل الملك الراحل الحسن الثاني ويعطي تعليماته بإحداث مخيم من أجل إيوائهم، ليمنحهم بعد ذلك منازل للسكن ووظائف بسيطة في مختلف إدارات المغرب. ويشير هؤلاء الضحايا إلى أن الجزائر ردت بهذه «المسيرة السوداء» على قرار تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء في نفس السنة لاسترجاع ما تبقى من أقاليمه الجنوبية المحتلة آنذاك من قبل السلطات الإسبانية.