كان الرجل مارا في الشارع الرئيسي لمنطقة «لارامبلا» في وسط برشلونة، وكان في حالة سكر طافح، حين لاحظ وجود عنصرين من الشرطة الإسبانية. اقترب منهما واعترف لهما، بكل يساطة، بأن هناك مذكرة بحث صادرة في حقه لأنه قتل زوجته وطفليه في طاراغونا في السابع عشر من شهر أكتوبر المنصرم، ليتم اعتقاله مباشرة بعد التأكد من هويته. انتهى لغز مقتل أم مغربية مع طفليها في مدينة طاراغونا الإسبانية في السابع عشر من الشهر الحالي، بعد أن سلم الأب القاتل نفسه لأفراد الشرطة الإسبانية مساء أول أمس الخميس. وذكرت مصادر أمنية إسبانية أن القاتل، عبد السلام برادة، الذي كان مبحوثا عنه منذ ارتكابه الجريمة الثلاثية، تقدم بنفسه إلى عنصري أمن ببرشلونة وأخبرهما بأنه قاتل زوجته وطفليه. وذكرت هذه المصادر أن الرجل اعترف بجريمته الثلاثية حين كان في حالة سكر طافح، وأن اعترافه تم في الشارع العام. وكان القاتل يمر في الشارع الرئيسي لمنطقة «لارامبلا» وسط برشلونة، وكان يتمايل ثملا، حين لاحظ وجود رجلي شرطة كانا يقومان بدورية خارجية، فاقترب منهما واعترف لهما بأن هناك مذكرة بحث صادرة في حقه لأنه قتل زوجته وطفليه في طاراغاونا، ليتم اعتقاله مباشرة بعد ذلك بعد التأكد من هويته. وكان برادة، الذي يتحدر من منطقة «حدّ الغربية»، بين طنجة وأصيلة، ارتكب جريمة مروعة قبل حوالي أسبوعين في شقته بمدينة طاراغونا بإقليم كاتالونيا، عندما أجهز على زوجته سعيدة الفاس(26 سنة) طعنا بالسكين، ثم أجهز على ابنه الرضيع وعمره سنتان، وطفلته الثانية وعمرها 6 سنوات. ووفق المعطيات البوليسية الإسبانية، فإن القاتل، بعد ارتكاب جريمته، وضع جثتي ابنيه في الحمام، ثم وضع جثة الأم فوقهما، وصب فوق الجميع كميات كبيرة من الجير والإسمنت، ثم غادر الشقة في اتجاه مجهول. ويبدو أن القاتل حاول من خلال ذلك منع رائحة جثث الضحايا من التسرب خارج المنزل، من أجل منح نفسه أكبر وقت ممكن من أجل الهرب، وهو ما جعل مصادر بوليسية وإعلامية إسبانية تعتقد بدخوله إلى المغرب، حيث كان هناك احتمال أن يكون عاد إلى منطقته، وهو ما نفته مصادر الشرطة في طنجة ل»المساء». غير أن التحقيق الأمني الإسباني أثبت بعد ذلك أن الأب القاتل استطاع الفرار فعلا، لكن ليس إلى المغرب، بل إلى مدينة إشبيلية في البداية، وبعد ذلك اختفى أثره، قبل أن يظهر في العاصمة البلجيكية بروكسيل، بعد أن استعمل بطاقة بنكية باسمه في أحد الأكشاك البنكية. وعلى الرغم من وجوده في بلجيكا، لم يتم القبض عليه هناك، لأسباب بقيت غامضة، واختفى أثره من جديد، قبل أن يقدم نفسه طائعا للسلطات الإسبانية، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول تنقلاته الكثيرة بعدد من المطارات الأوروبية وعدم القبض عليه رغم وجود مذكرة بحث في حقه، وهو ما يشير إما إلى حالة تهاون من طرف أجهزة الشرطة الأوروبية أو إلى وجود خلل أمني كبير. وكانت إشاعات ظهرت مؤخرا في طنجة، وبالضبط في منطقة «حومة الشوك»، حيث تقيم أسرة زوجته القتيلة، تفيد بأن أشخاصا شاهدوه وهو يتحرك قريبا من المنزل، وهو ما نفته شرطة طنجة، التي لم تكن تتوفر على أي صورة له، على الرغم من وجود تنسيق بينها وبين الشرطة الإسبانية، نظريا على الأقل. ووفق شهادات مقربة من أسرة الزوجة الضحية، فإن الخلافات بين برادة وزوجته بدأت قبل بضع سنوات، حين كانت لا تزال مقيمة في المغرب، وكانت تطالبه بكراء منزل في طنجة لإيواء الأسرة، وأداء مصاريف طفليه في المدرسة، غير أن الأمور لم تسر على ما يرام، و كان يرفض باستمرار أن تلتحق به زوجته وطفلاه. وتضيف هذه المصادر أن الزوجة استطاعت السفر إلى إسبانيا، وعانت من ممارسات عنيفة من جانبه، مما جعل القضاء الإسباني يأمر بإبعاده، غير أن الزوجة كانت تشفق على حاله وتستضيفه في المنزل بين الفينة والأخرى، قبل أن يقرر الزوج وضع نهاية لكل شيء، عبر إقامة مقبرة جماعية للأسرة في حمام الشقة.