سرقت كلمة محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو، التي ألقيت أمام المئات من مؤتمري حزب النهج الديمقراطي المغربي، الأضواء في أشغال المؤتمر الثاني للحزب رغم تعمد المنظمين إدراجها في آخر فقرات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وعبر زعيم جبهة البوليساريو في كلمته عن امتنانه لحزب النهج الديمقراطي على موقفه المساند لحق تقرير المصير للشعب الصحراوي. أضاف محمد عبد العزيز في كلمته التي ألقيت خلال جلسة افتتاح مؤتمر النهج عشية الجمعة الماضي أمام المئات من مؤتمري الحزب: «نحن لا نطالب بالمستحيل، وإنما نتشبث بأن تتاح للشعب الصحراوي فرصته الطبيعية المشروعة في التعبير عن موقفه وتقرير مصيره». واعتبرت رسالة زعيم البوليساريو حزب النهج الديمقراطي «نتاج سنوات طويلة من النضال والمقاومة، من الكفاح والتضحيات الجسام التي قدمتها ثلة من خيرة أبناء الشعب المغربي، من أجل إحقاق الحق»، ورأت فيه «صوت الشعب المغربي المدافع عن مثل الحرية والكرامة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والشعوب». وأشهد عبد العزيز مؤتمري النهج على رغبته الصادقة في بلوغ الحل الديمقراطي العادل، «تلك الرغبة وتلك الإرادة هي التجلي الطبيعي لثقتنا في حتمية المستقبل المشترك لشعبينا الشقيقين». من جهة أخرى، لم تحمل أشغال هذا المؤتمر، الذي اختتمت أمس الأحد، أي جديد على مستوى تركيبة قيادة النهج، ومن المتوقع أن يتم تجديد الثقة في عبد الله الحريف ككاتب وطني للحزب للولاية الثانية، حيث لوحظت محافظة غالبية أعضاء المجلس الوطني الذي يعد بمثابة برلمان للحزب، والبالغ عددهم 71، على مقاعدهم. وحسب مصطفى براهمة الرجل الثاني في الحزب، فإنه وقع هذه المرة تطعيم المجلس الوطني بعناصر جديدة تمت فيها مراعاة النوع وضمان استمرارية العناصر القديمة وتمثيلية الشباب. وأوضح أبراهمة، في تصريح ل«المساء»، أن رهان المؤتمر الثاني لحزبه، الذي انعقد تحت شعار من «أجل قيادة حازمة للنضال الديمقراطي التحرري ذي الأفق الاشتراكي»، هو العمل على إفراز قيادة بديلة بعد أن فشلت القيادات التقليدية في تحقيق الديمقراطية. واعتبر ابراهمة حزب الاتحاد الاشتراكي قد أخفق في قيادة النضال خلال المراحل السابقة وأنه يتعين حاليا مواصلة الجهد لإفراز قيادة جديدة، من خلال تقوية التنظيم وتصليبه وتعزيز تحالف اليسار في أفق خلق قطب اجتماعي وسياسي. وحول ما إذا كان حزبه، الذي يعد بمثابة القلعة الحصينة للماركسيين المغاربة، سيوسع من دائرة تحالفاته لتشمل حتى القوى الإسلامية التي تتقاطع معه في نفس الموقف إزاء النظام، أوضح ابراهمة أن اختلافه مع هذه القوى لا يتوقف فقط عند حد التصور الإيديولوجي، وإنما يتجاوزها إلى طبيعة الأهداف التي سطرتها هذه القوى باعتبارها تسعى إلى إقامة دولة دينية، وهو ما يرفضونه بشدة داخل النهج الديمقراطي الذي يدعو إلى إقامة دولة علمانية، كما أن جزءا كبيرا من القوى الأصولية -يضيف ابراهمة- هم تجسيد لمطامح البرجوازية. وقد تميزت أشغال هذا المؤتمر بحضور عدة وفود أجنبية من إسبانيا والبرتغال وتونس وفلسطين وإيطاليا، وسهر على إنجاز سينوغرافيا المنصة التي أقيمت لتقديم العروض الفنية والموسيقية الفنان الساخر أحمد السنوسي.