سلّم سكان دوار «إيكوت» في جماعة «تامصلوحت»، نواحي مراكش، أول أمس الثلاثاء، محمد مهيدية، والي جهة مراكش -تانسيفت –الحوز، عينات من القنابل المسيلة للدموع، التي استعملت ضدهم، خلال مواجهات عنيفة حدثت بين بعض سكان دوار «إيكوت» ورجال الدرك الملكي. ووضع ممثلو السكان أمام أنظار الوالي، الذي استقبلهم في مكتبه في ولاية مراكش -تانسيفت -الحوز، ملفا يضم شكايات ورسائل تظلُّم تحمل توقيعاتهم، جراء المعاناة التي يعيشونها، بعد التدخل الأمني العنيف ضدهم، في يونيو الماضي، إضافة إلى شكاية ضد كل من رئيس قسم الشؤون الداخلية في عمالة الحوز وقائد الدرك الملكي في جماعة «تامصلوحت» وضد رئيس المجلس القروي للجماعة و« الشّيْخ» والكاتب العام للمجلس. وقد ضمَّن السكان الملف، أيضا، شواهد طبية لامرأة تعرضت للإجهاض أثناء التدخل الأمني لهدم أزيد من 51 منزلا، وشهادة أخرى لسيدة مسنة تبلغ من العمر 60 سنة، تعاني، إلى حد الآن، من مخلَّفات صحية، بعد تعرضها للضرب في رأسها. وذكرت مصادر من الدوار، في اتصال مع «المساء»، أن السكان سلموا للوالي ثلاث عينات فقط من القنابل المسيلة للدموع التي استُعملت في المواجهات، بينما ما يزال بعض السكان يحتفظون بحوالي ست عينات أخرى من هذه القنابل. وأضافت المصادر ذاتها أنهم سينتظرون، بفارغ الصبر، حلول اللجنة الخاصة التي وعدهم بها مهيدية، لإطلاعها على أوضاعهم، وخصوصا أوضاع أبنائهم، الذين يعيشون وضعا نفسيا صعبا، بعد التدخل الأمني الذي أسفر، كذلك، عن اعتقال ثلاثة شبان. وتأتي هذه التطورات الجديدة بعد استقبال خص به الوالي ممثلي السكان، يوم الاثنين الماضي، وتعهد خلاله بفتح تحقيق نزيه في ملابسات التدخل العنيف للسلطات العمومية في الدوار، والذي شهد صدامات عنيفة تطورت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع في حق السكان. كما وعدهم بإجراء بحث نزيه حول الخروقات المرافقة لعملية الهدم، التي شهدها «الدوار»، بداية شهر يونيو المنصرم وما صاحبها من «شطط» في استعمال السلطة وبالعمل على تقديم المعتدين أمام القضاء. وأخبر الوالي السكان، أيضا، بإيفاد لجنة خاصة لزيارة دوار «إيكوت»، في ظرف 15 يوما، بغرض الاستماع إلى السكان واستكمال تحريات الملف حول إجراءات مشروع «إعادة الهيكلة»، الذي لا علم للجهات المسؤولة به. وأفادت مصادر مطلعة «المساء» أن مسؤولا في عمالة الحوز هدد، شفهيا، مستشارا جماعيا يساند السكان في مطالبهم، لإرغامه على ثنيهم عن تنظيم وقفة يوم الاثنين الماضي أمام مقر الولاية، وهو نفس التهديد الذي توصل به عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تضيف المصادر ذاتها. وكانت صدامات عنيفة قد اندلعت بين سكان دوار «إيكوت»، التابع لقيادة «تامصلوحت»، وبين قوات الأمن، التي داهمت الدوار في الرابعة صباحا من اليوم الثالث من شهر يونيو المنصرم، من أجل القيام بإخلائه وإفراغ المنازل من سكانها وهدم المنازل الموجودة في المنطقة. وقد أدت اصطدامات بين بعض السكان ورجال الأمن إلى اعتقال ثلاثة شبان ونقل سيدة، على وجه السرعة، إلى مستشفى «ابن طفيل»، بعد سقوطها مغمى عليها.