لقد اعتدت، منذ بداية عملي كاستشاري للمشاكل الجنسية، أن أستقبل شكايات كثيرة من الزوجات، على شاكلة «انعدام رومانسية زوجي» -«لا يجعلني أحس معه بأنوثتي» -»لا يتكلم أثناء اللقاء الحميمي» -«لا أحس باهتمامه بي»... وتأكدت أن القبلة قد تحل كل هذه المشاكل ولكن ليس أي قبلة وإنما القبلة الصحيحة. كمّاً وكيفاً... وهي التي نجدها حاضرة في الحياة الزوجية السعيدة وغائبة في العلاقات الزوجية التعيسة. لقد أكدت دراسات نفسية أن الإشباع الجنسي والعاطفي موجود، بشكل أكبر، بين الأزواج الذين بينهم تقبيل. والتقبيل، هنا، ليس فقط تقبيل المداعبة والفراش والتحضير للإيلاج.. إنه التقبيل، بكل صوره، من قبلة الخروج للعمل والدخول إلى البيت، وقبلة الشكر على طبق الطعام اللذيذ، وقبلة الهدية، مرورا بقبلة الود، خلال النهار، إلى القبلات الخاصة في غرفة النوم. والقبلة مهمة للرجل والمرأة، على حد سواء. ولكنها بالنسبة إلى المرأة أكثر أهمية، خصوصا مع رجل لا يجيد التعابير الرومانسية ولا يحفظ قصائد الغزل ليشبع زوجته من هذه الناحية المهمة جدا، فيجد في القبلة التعويضَ الممتاز عن النبس والهمس. إنْ تحدثنا من الناحية العلمية البحتة، فإن القبلة تحرض إنتاج مادة «الأندروفين» في الجسم، وهي مادة أفيونية طبيعية في أنسجة الإنسان، ودورها رئيسي في رفع الإحساس بالحب والجنس. كما أن التقبيل الرومانسي والجنسي القوي يرفع نسبة الهرمون المعجل للولادة «أوستوسين»، ولهذا الهرمون دور مثبت، علميا، في رفع القدرة والرغبة الجنسية عند الرجل. وعند المرأة، يرفع التقبيل هرمون «التستستيرون»، وهو هرمون الذكورة بامتياز وموجود عند المرأة بكمية قليلة جدا. وارتفاعه في جسمها يجعلها أكثر غريزة وجرأة في حياتها الجنسية. ولأطباء الأسنان موقف إيجابي مؤيد للتقبيل، ذلك أن القبلة أو مجرد الشروع في التقبيل أو حتى التفكير فيه يشبه التفكير أو الشروع في تناول الطعام ويجعل اللعاب يتدفق... إن الفم الذي يتدفق فيه لعاب أفضل للأسنان من الفم الجاف، لأن اللعاب حمّام جيد يساعد الأسنان على مقاومة الطبقات الكلسية الصفراء. وتحتاج المرأة إلى أن يقبل الرجل ثدييها! لأن تقبيل الثدي ومصَّه يجعلانه في حالة مرونة وحيوية، خاصة أن هذا الجزء من الجسم لا يمكن عمل أي تمارين له. ورضاعته وتقبيله يجعلانه أكثر حيوية وصحة، بالإضافة إلى أن لمس الرجل لثديي زوجته يجعله يكتشف أي تغيير طارئ عليهما، فيساهم في تشخيص مبكر لسرطان الثدي لديها, لعلاجه في بداياته. وأما ثدي المرأة الحامل، فهو أحوج من ذي قبل للقُبَل، لأن التقبيل والرضاعة ينشطان الغدد الحليبية ويخففان أوجاع الصدر وجفاف الحلمة ويمنعان تشققها. وأكدت دراسات، أيضا، أن التقبيل في الأشهر الأخيرة للحمل يساعد على الوضع وإرخاء عضلات عنق الرحم، مما يجعل الولادة أسهل. إن القبلة باب كبير للدخول إلى السعادة الزوجية والطمأنينة النفسية والصحة الجسدية... ودعوني أعطكم بيتين حتى تهرولوا لتقبيل زوجاتكم: تلك الشفاه السمر توحي يا وردة الشفتين فوحي بوحي بسر الوجد والقبلات والأشواق بوحي د. مصطفى الراسي - استشاري علوم جنسية [email protected]