مرت عملية تنصيب رجال سلطة جدد بعمالة فحص أنجرة، وسط أجواء مشحونة بين عدد من المنتخبين ورجال السلطة، بسبب مشاكل البناء العشوائي الذي انتشر بشكل مخيف بعدد من جماعات فحص أنجرة. ووجه المنتخبون أصابع الاتهام إلى عدد من رجال السلطة، من بينهم قياد ورؤساء دوائر، يقولون إنهم متواطئون في انتشار البناء العشوائي، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن المنتخبين، وعلى رأسهم رؤساء الجماعات، ليسوا خارج لعبة البناء العشوائي أيضا، على اعتبار أنهم هم من يسلمون رخص البناء. وبدا أن عامل إقليم فحص أنجرة، محمد بنريباك، يدرك جيدا أن البناء العشوائي داخل نفوذه الترابي بدأ ينتشر بشكل غير مسبوق، لذلك لم يدع اللقاء يمر دون أن يتطرق إلى موضوع التعمير أمام رجال السلطة الجدد، وكأنه يحذرهم من مغبة التدخل في هذا المجال بشكل غير قانوني، وقال في معرض كلمته: «ندعو الجميع إلى تطبيق القوانين بشكل صارم في ما يخص مجال التعمير وعدم التهاون فيه». وقالت مصادر حضرت لقاء تعيين رجال سلطة جدد إن دعوة عامل الإقليم جاءت بناء على عدد من الخروقات التي ارتكبها رجال وأعوان السلطة في منطقة فحص أنجرة، بالإضافة إلى عدد من الشكايات التي رفعها مواطنون، يتهمون من خلالها عددا من رجال السلطة في الإقليم في الانحياز لفائدة أشخاص نافذين بالمنطقة يحاولون الاستيلاء على أراضيهم الجماعية بدون وجه حق، والسماح لأصحاب النفوذ وعدد من تجار المخدرات بالبناء العشوائي فيما يهدمون محلات صغيرة معزولة. غير أن العامل لم يتحدث عن الفضيحة التي تسبب فيها أحد القياد بالمنطقة، الذي يشير إليه السكان بالتورط في البناء العشوائي علانية، أو على الأقل بإغماض العين عنها، حيث سيقوم السكان بإرسال عدد من الملفات المتعلقة بهذه الخروقات، المرفوقة بالصور، إلى وزارة الداخلية وسلطات المدينة. ولم يخل حفل التنصيب من إشارات على قدر كبير من الأهمية، من بينها أن الحفل انطلق بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، واختار القارئ أن يفتتح قراءته بآيات من سورة «الإنسان» التي يقول الله تعالى في مطلعها، «هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا...» الآية. وبما أن مطلع هذه السورة يذكر الإنسان بأصله، وكيف كان قبل أن يكون موجودا على الأرض، فإنها بدت لعدد من الحاضرين مناسبة لتذكير رجال السلطة والمنتخبين الحاضرين بأصلهم، وكيف جاؤوا إلى هذا الوجود، قبل أن يغتنوا ويصبحوا من أثرياء المنطقة في ظرف وجيز. وعندما انتهى القارئ من تلاوته، شرع عامل الإقليم في تقديم رجال السلطة الجدد، من أين جاؤوا وما هو سنهم، إضافة إلى حالتهم العائلية، وهو ما أثار بعض الحاضرين، الذين قالوا إن العامل كان عليه أن يذكّر حتى بممتلكاتهم وراتبهم الشهري، حتى تتسنى محاسبتهم عندما يتم تنقليهم إلى منطقة أخرى.