قامت مليشيات تابعة لجبهة «البوليساريو»، مدججةً بكل أنواع الأسلحة، مساء يوم الأحد الماضي، بحملة تمشيطية واسعة داخل مخيمَي العيون والسمارة، على خلفية كتابة عبارات على جدران تتضمن دعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وخلال هذه الحملة، اختطفت مليشيات البوليساريو ثلاثة أطفال من مخيم ولاية العيون كانوا يلهُون قرب الجدران التي تمت كتابة العبارات المذكورة عليها وتم إطلاق سراحهم، صباح اليوم الموالي، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الدفاع عن موقف مغاير لقيادة البوليساريو، بعد مبادرة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، التي حركت الشارع الصحراوي في تندوف وتسببت في إرباك حقيقي ل«جبهة البوليساريو» والجزائر. ومن خلال الكتابات المعبِّرة عن مساندة الطرح المغربي بمنح الحكم الذاتي للمحتجَزين الصحراويين في تندوف، في إطار تسوية ملف الصحراء المغربية، صدرت بيانات عن «رابطة أنصار الحكم الذاتي في تندوف»، التي ظهرت عقب مبادرة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، التي ساهمت في تحريك الرأي المغاير لرأي «البوليساريو»، جنوبالجزائر، وشكلت إنصافا للرأي الحر للصحراويين في تندوف. وقد دفعت تحركات هذا التنظيم المحتجَزين في المخيمات، حسب موقع «الجزائر تايمز»، الاستخبارات العسكرية الجزائرية إلى تشكيل فرق تتعقب أثر هذا التنظيم، الذي أكدت بعض المعلومات أنه سوف يعلن عن تشكيلته في الوقت المناسب، في حين تعتزم أجهزة البوليساريو والمخابرات الجزائرية تعقُّبَ الناشطين في مخيمات تندوف، لمعرفة مكان تواجد هذا التنظيم «رابطة أنصار الحكم الذاتي في تندوف»، الذي تتهمه بالكتابات الأخيرة المساندة للطرح المغربي في الصحراء. وخلقت طريقة التواصل الحذرة بين أعضاء فرع «رابطة أنصار الحكم الذاتي في تندوف» حيرة كبيرة في صفوف ضباط الاستخبارات العسكرية الجزائرية وقيادة «البوليساريو»، حيث إن المداهمات المتواصلة لخيام الصحراويين وتفتيشها جيدا وأخذ المعلومات المسجَّلة في هواتفهم قصد الوصول إلى التنظيم السري للرابطة في المخيمات توضح الارتباك الكبير الحاصل نتيجة لكمات هذا التنظيم. وتخشى قيادة «البوليساريو» من «العصيان الفكري»، بعد أن توصلت إلى حقيقة مفادها أن غالبية المحتجَزين متعطشون للعودة إلى الوطن، في ظل خيار الحكم الذاتي، كحل وحيد وأوحد لمشكل الصحراء. وبالرغم من زرع أجهزة التعقب من قبل «البوليساريو» والمخابرات الجزائرية وسط كل الخيام، فإن الوصول إلى التنظيم السري للرابطة مستحيل، إذ يحافظ التنظيم، الذي يضم غالبية شباب تندوف، على طريقة اشتغاله السرية في الظرفية الراهنة، تفاديا للاعتقالات والاختطافات التي قد تطال أعضاءه، لاسيما أنه يسعى إلى إكمال تدريب الخلايا التابعة له في مختلف المخيمات، لأجل توسيع قاعدته واستعدادا للإعلان عن تشكيلته الرئيسية وللدخول في الدعوة جهرا للمطالبة بالحكم الذاتي ومساندة المقترح المغربي، عندما تسمح الظرف الأمنية بذلك.