سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذف شعبة الهندسة المدنية يثير غضب التلاميذ الذين طالبوا بتدخل الوزارة الوصية للبت في الموضوع اتهامات بالتلاعب في لوائح المرشحين لاجتياز مباراة ولوج سلك المهندسين في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية في الحسيمة
أقدمت إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية في الحسيمة، التابعة لجامعة محمد الأول في وجدة، على تغيير إعلان نتائج الانتقاء الأولي للمترشحين المقبولين لاجتياز امتحان ولوج سلك المهندسين -تخصص هندسة المعلوميات، الذي سبق لها أن علقت إعلاناً بخصوصه في المؤسسة، إذ إنها، وبعد أن نشرت لائحة تضم 15 مرشحا تمت إضافة اسم أحد التلاميذ إلى اللائحة، في آخر لحظة، وهما اللائحتان اللتان تتوفر «المساء» على نسخة لكل منهما (اللائحة الأولى تضم 15 مرشحا والثانية تضم 16 مرشحا)، مما طرح عند المتتبعين وأولياء التلاميذ المرشحين لاجتياز هذه المباراة الكثير من الاستفسارات والتساؤلات حول مدى شفافية المساطر المتَّبعة في اختيار المرشحين والطريقة التي أضاف بها مدير المؤسسة اسم أحد التلاميذ، دون غيره، في آخر لحظة، وهو ما يثير الكثير من الشكوك حول نزاهة العملية في شموليتها وفي المعايير المتّبَعة، مما يستدعي فتح تحقيق في الموضوع، لتحديد ملابساته، يقول أحد الآباء الذين اجتازت ابنته المباراة الشفوية التي لم تعلن الإدارة نتائجها، رغم مرور أزيد من أسبوع على إجرائها، قبل أن يفاجأ التلاميذ، عند استفسارهم الإدارة عن خلفية تأخر الإعلان عن النتائج، بجواب أن «الناجحين قد تم الاتصال بهم، هاتفيا، لإخبارهم بذلك»، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عن موانع الإدارة عن إعلان أسماء الناجحين، إن كانت العملية قد مرت في ظروف سليمة وشفافة. وفي اتصال ب»المساء»، أكد أحد الآباء أنه لمس الاضطراب والغموض في تعامل المسؤولين في المدرسة معه، عند استفساره عن النتائج، خاصة عند رفضهم منحه لائحة الناجحين، مما جعله يشك في نزاهة الامتحان وفي مدى احترام مبدأ تكافؤ الفرص وسواسية الجميع أمام لجنة التقييم، «خاصة أن ابنتي حاصلة على ميزة «حسن» في جميع أطوار التحصيل العلمي، وقد استطاعت أن تجيب عن جميع الأسئلة التي طرحها أعضاء اللجنة الذين شهدوا لها بصواب أجوبتها أثناء اجتيازها المقابلة، قبل أن نفاجأ ونُصدَم بعدم قبولها، وهو ما يجعلنا نشك»، مطالبا ب»لجنة محايدة، لإعادة تقييم الطلبة، تحقيقا للعدل ولتكافؤ الفرص بين الجميع». هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فوجئ تلاميذ السنة الثالثة (السنة الأولى من سلك المهندسين) هذه السنة بحرمانهم، ودون سابق إنذار، من التسجيل في شعبة الهندسة المدنية، رغم أن الكثير من الطلبة لم يختاروا هذه المؤسسة إلا للتسجيل في هذه الشعبة، مؤكدين، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه «منذ افتتاح هذه المؤسسة العليا، في الحسيمة سنة 2008، والتي دشنها الملك محمد السادس، والتلاميذ الحاصلون على الباكلوريا بتفوق يطمحون إلى ولوجها، سواء تعلق الأمر بتلاميذ الجهة أو بغيرهم من تلاميذ مختلف مناطق المغرب»، محددين أهم أسباب هذا الإقبال الكبير على هذه المؤسسة في توفرها على شعبة «الهندسة المدنية»، لتكون بذلك ثالث مدرسة للمهندسين توفر هذه الشعبة، بعد مدرستي المحمدية والحسنية للمهندسين، قبل أن يفاجأ طلبة السنة الثالثة بحرمانهم ، دون سابق إنذار، من هذه الشعبة التي طالما حلموا بها، بعدما كانوا قد اختاروا هذه المؤسسة، بدلا من الأقسام التحضيرية، لكونها ستمكنهم من اختيار الشعبة التي يرغبون في دراستها، وهو ما جعلهم يعيشون على وقع هذه الصدمة، التي «تتناقض ومقتضيات البرنامج الاستعجالي الذي يقضي بتوسيع العرض الجامعي وتحسين التوجيه التربوي»، تقول الرسالة. وهذا ما جعل هؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم يطالبون إدارة المؤسسة ورئاسة جامعة محمد الأول والوزارة المعنية ب»دراسة هذا الملف، بكل عناية، والوفاء بالتزاماتهم ووعودهم التي تقدموا بها أمام الملك والتي اعتمد عليها الطلبة في اختياراتهم، من أجل إيجاد حل عاجل لهذا المشكل الذي بات يقلق راحة الطلبة ويهدد مستقبلهم».