لم يعرف الجمع العام للرجاء البيضاوي نهايته، ولم يدع رئيس الفريق العناصر التي تم انتخابها للالتحاق بالمنصة كما جرت الأعراف، ولم يتغن المنخرطون كعادتهم في ختام الجموع العامة العادية والاستثنائية بناديهم، وحده مصطفى أبيض عضو المكتب المسير أنقذ الموقف وتلا على الحاضرين والغائبين برقية ولاء. فضل الكاتب العام للرجاء زكرياء السملالي عدم دخول المعركة الانتخابية، بعد أن جس النبض وتبين له أن ولاية جديدة مع غلام لن تزيده إلا أوجاعا، سيما وأنه لم يتردد في وصف الرئيس بالدكتاتوري بمعنى انقطاع خيط الرجعة، وعلى نفس النهج سار رئيس لجنة المنازعات اليمني المغاري الذي كانت كلمته مؤشرا على عدم الرغبة في تجديد الانتماء لفريق عمل غلام، خاصة وأنه وصف تسييره بالعتيق، بعد إصرار رئيس االرجاء على منع تسرب كل الوثائق خارج أسوار مركب الوازيس. قدم رئيس الرجاء إشارات مشفرة لأوزال واختار أن يدفع برفاقه نحو غرفة القرار، ابتلع غلام انتخاب كل من حسبان والبوصيري والعرصي، وسعد لعودة سيبوب الذي لم يقم بحملة انتخابية في أوساط المنخرطين على غرار ما حصل في الأيام الأخيرة، وضرب كفا بكف حين سقط الزيات في الامتحان. لكن واقع الأمر يفرض «التعامل مع اللعبة الانتخابية بشرها وخيره» يقول أحد المسيرين الذين التزموا الصمت طيلة أشغال الجمع، والبحث عن صيغ جديدة لتذويب خلافات الجمع العام ومنع انتشارها في ما يستقبل من اجتماعات المكتب المسير. سيحتار غلام في تعيين رؤساء اللجان، لأن البوصيري اعتاد الاشتغال في الجانب التقني ويملك قدرة كبيرة على التواصل مع اللاعبين والمدربين، بل إنه مارس في فترات متفرقة مسؤولية لجنة البنيات التحتية، أما حسبان فلن يقبل بغير النائب الأول للرئيس بلجنة تجعله يستغل شبكة علاقاته كرئيس لمجلس عمالة الدارالبيضاء في جلب موارد جديدة وقارة للفريق. لكن تبقى اللجنة الطبية هي مربط الفرس بوجود كل من بلعوباد والعرصي العائد إلى تشكيلة المكتب المسير، حيث أن تكليف البروفسور العرصي برئاسة اللجنة لن يتم إلا بعد أن تصدر لجنة تقصي الحقائق قرارها النهائي، سيما وأن العلاقة بين الدكتور عتيق طبيب الفريق والعرصي جد متوترة وتحتاج لجلسات من أجل تذويب الخلافات القديمة. وفي نفس السياق يبقى محمد سيبوب الأكثر حظا لخلافة السملالي في منصب الكاتب العام، بعد أن قضى موسما كاملا بدون حقيبة بالرغم من رصيده القانوني وتجاربه الرياضية، وحسب القوانين المنظمة للجموع العامة فإن إمكانية انضمام جواد الأمين الذي احتل الصف الخامس في انتخابات لثلث، تبقى واردة في حالة استمرار تجميد عضوية بلعوباد أو صدور قرار إدانة من لجنة تقصي الحقائق، حيث أنه بالرغم من التساوي في الأصوات بين جواد الزيات وأمين إلا أن المنخرط الأقدم هو الأولى بالأسبقية، لكن مصدرا مقربا من غلام قال إن الرئيس قد ينتدب جواد الزيات بالنظر إلى مكانته داخل المكتب المسير وإسهاماته خلال فترة قصيرة من تواجده ضمن تشكيلة غلام. وعرفت قاعة الجمع العام مجموعة من التيارات التي تحكمت في سير الانتخابات، لكن فصيل 2 مارس خرج من المعركة منتصرا، في انتظار عقد أول اجتماع للمكتب المسير بعد الكشف عن نتائج عمل لجنة تقصي الحقائق.