يوجد المكي الترابي، «فقيه» الصخيرات المعروف، حاليا في البوسنة والهرسك لتقديم «وصفات علاج» أمراض خطيرة عن طريق اللمس في هذه الدولة، التي اعتاد زيارتها خلال السنوات الأخيرة. وخصصت السلطات البوسنية ل«الفقيه» المكي مركبا رياضيا (زيترا الأولمبي) الذي يستقبل فيه يوميا قرابة 13 مريضا، إضافة إلى جمهور غفير من الزوار الذين يملؤون مدرجات المركب. ويصطف زبناء «الفقيه» المكي في طوابير طويلة طيلة الفترة الممتدة من التاسعة صباحا إلى الرابعة بعد الظهر طمعا في العلاج من «الأمراض المستعصية» لدى المكي، الذي يقدم نفسه للبوسنيين باعتباره «صاحب قدرة خارقة» على علاج هذه الأمراض. والملاحظ أن الوافدين على المكي الترابي يتحدرون من مختلف طبقات المجتمع البوسني من دون استثناء، لكن تبقى نسبة النساء من زوار المكي هي النسبة الغالبة بالمقارنة مع نسبة الرجال. أما داخل قاعة الملعب فكانت الأمور أشبه بحصة تنويم مغناطيسي جماعي، إذ كان جميع المرضى على استعداد لتقليد أي حركة يطلبها منهم المكي، فعندما يرفع يديه يرفعون أياديهم، وعندما يحرك أطراف أصابعه، وهو يرفع يديه، يحركون أطراف أصابعهم، تماما كما يفعل مشجعو فرق كرة القدم في الملاعب أثناء المقابلات الأكثر حماسة. كان الناس يقفون في طوابير، وبعضهم يكشف عن بطنه، وهو يصافح الترابي. حتى إن بعض النساء يفعلن ذلك في استسلام يفرضه اليقين بقدرة الرجل على علاج جميع الأمراض بالطاقة التي يمتلكها. وسيبقى الترابي في سراييفو شهرا كاملا، متحديا جميع من ينكرون عليه أن يثبتوا عكس ما يدعيه، إذ يؤكد أنه يعالج جميع الأمراض، التي تحصل للإنسان مثل السرطان والسيدا، مستعينا بالله، لأن الأمر يتعلق، حسبه، ب«قدرة إلهية لا تقرأ، ولا تكتب، ولا تدرس، ولكن توهب من الواهب سبحانه». ولا يقدم الترابي أدوية ولا يعطي وصفات من الأعشاب أو غيرها، وإنما يكتفي بمصافحة المريض فقط (العلاج باللمس)، فيما يقوم المريض بشراء قنينة ماء يمنحها للمكي مقابل «وصفة العلاج».