هل للزوج الحق في راتب زوجته أم أنه حق لها وحدها؟ هل من المفروض على الزوجة أن تشارك في نفقات البيت؟ وهل أصبح عمل الزوجة وحصولها على مرتب شرطا للزواج؟ تؤكد كريمة (موظفة) أن راتب الزوجة ليس من حقها وحدها، وأنه أصبح من الضروري اقتسام مصاريف المنزل مع الزوج، نظرا لارتفاع تكاليف الحياة وتضيف قائلة:«أتقاسم مع زوجي مصاريف البيت وأيضا الاقتطاع البنكي الخاص بالشقة وفواتير الماء والكهرباء ومصاريف دراسة طفلنا، فراتبانا معا بالكاد يوفران لنا حياة كريمة. أما إذا رفضت الزوجة تقاسم أعباء الحياة مع زوجها فإنه يفضل أن تترك الوظيفة وتجلس لتربية الأبناء في البيت». وتؤكد حكيمة (سكرتيرة) أن الرجل أصبح يضع من شروط الزواج إلزام الزوجة بالمشاركة في مصاريف البيت، وتسترسل قائلة: «جميع صديقاتي يتقاسمن مع أزواجهن أعباء الحياة دون استثناء وقد كان الزواج مبنيا على هذا الشرط، حتى إن أغلبهن أهملن الاهتمام بشكلهن الخارجي لأن اقتسام أعباء البيت يستنزف رواتبهن». وتتساءل حكيمة في دهشة عن جدوى معاناة المرأة في سوق العمل إن لم تنفق جزءا من راتبها على احتياجاتها الخاصة وفي نفس السياق تقول فاطمة (معلمة): «لأن ظروف زوجي المادية لا تسمح له بفتح بيت لوحده فقد كان واضحا معي منذ البداية وأخبرني بضرورة مساعدته بجزء من راتبي في مصاريف البيت، فوافقت فورا، حيث أتكفل منذ زواجنا بتسديد فواتير الماء والكهرباء وأقساط بعض الأثاث، فيما يتكلف هو بسداد أقساط الشقة ومصاريف مدرسة طفلينا ولوازم البيت الأخرى». وترى ليلى (مديرة تجارية) أن راتبها الكبير كان نقمة عليها، حيث أصبحت مطالبة في كثير من الأحيان بتسديد أقساط الشقة ومدارس الأطفال وفواتير الماء والكهرباء والسيارة، وهو ما يدفعها بشكل جدي إلى طلب الطلاق من زوجها الذي تصفه بالمحتال الذي يعيش «فابور» من عرق زوجته. بدورها تؤكد سميرة (موظفة) قائلة : «هناك رجال يبحثون عن الموظفة طمعا في راتبها ويعتبرونها صيدا ثمينا وهناك من يستغل راتب الزوجة لتحقيق أحلامه حتى يتباهى بين عائلته ومعارفه، وشخصيا أعرف زميلات «غارقات في الكريدي حتى الأذنين» ويضعن أيديهن على قلوبهن خوفا من ضياع الوظيفة التي منها تسدد أقساط الكريدي الكبير الذي يذهب شهريا في تسديد أقساط الشقة ومدارس الأطفال والسيارة وأثاث المنزل، بل هناك زميلات لي يمر راتبهن الشهري مباشرة إلى الرصيد البنكي للزوج الذي يعطيها مصروفها اليومي لا غير بينما يستولي على المبلغ كله». بالمقابل هناك أزواج لا يسألون عن راتب زوجاتهم كما هو الحال بالنسبة ل حنان (إطار بنكي) التي تؤكد أنه منذ زواجها قبل 7 سنوات لم يسألها زوجها عن مصير راتبها وفي أي طريق صرفته، مؤكدة أنه يردد على مسامعها أنها حرة فيه لأنه نتيجة كدها وجهدها. وتؤكد نادية (إطار إداري) أن زوجها يؤكد لها أنه هو المكلف بالإنفاق عليها حتى ولو كان راتبها كبيرا، مؤكدة أنها تملك رصيدا بنكيا كبيرا هو رهن إشارة زوجها في أي وقت إذا ما تعلق الأمر بدراسة الأبناء أو شراء منزل آخر وغيره من كماليات الحياة».
رأي الدين لا يجوز للزوج أخذ مال زوجته إلا برضاها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه»، لكن في الوقت نفسه، على الزوجة التي أنعم الله عليها براتب، ألا تبخل على زوجها فتعطيه برضا من نفسها لأجل أن تستقيم الحياة الزوجية إذا كان زوجها محتاجاً، لأن بعض الرجال يشقى مع زوجته ويتنازل عن حقوقه، ويتحمل خروجها ثم لا تنفق على بيتها، بل توزع على أقاربها وهذا خطأ من المرأة، لأن الزوج قد يرفض خروجها يوما للعمل عندئذ سيتسرب إلى حياتهما نزاع وشقاق.