طالب حقوقيون في إقليمالجديدة بإنقاذ عائلة تتكون من خمسة أبناء معاقين، من بينهم ثلاثة معاقين ذهنيا وجسديا واثنان معاقان إعاقة ذهنية، مما جعل العائلة تعيش وضعا خاصا، بعد وفاة الأب منذ ست سنوات ورغم وجود الأم فإنها أصبحت عاجزة عن التكفل بأبنائها المعاقين، بعد سنوات من الرعاية، رغم شظف العيش. المكان: جماعة سيدي احساين، دوار البيهات في جماعة «أحد أولاد افرج» في إقليمالجديدة... العنوان الرئيسي: غرفة بئيسة عمادها الحجر والتراب وسقفها «الزنك». لا وجود لحصير ولا لمؤونة، فقط أغطية بالية لا تدفئ ولا تحمي من قر، خاصة مع بداية موسم الشتاء... يُتْم وفقر و»حكرة» و»أحاسيس مضطربة» و»أفكار مشتتة» لا تنتهي بنتيجة و«ألم» و«عذاب» و«جوع» ومفاهيم أخرى ربما لا توجد إلا في قاموس والدة المعاقين الخمسة، التي تبكي على حاضر ومستقبل أبنائها الذين تعرف ما ستؤول إليه أوضاعهم في حال وفاتها وهي التي تتقاسمه معهم أوضاعهم المزرية الحالية وتدري جيدا ما سينقلب إليه حالهم في غيابها. يعيش المعاقون الخمسة ووالدتهم ظروفا اجتماعية وصفتها المصادر الحقوقية ب«القاهرة»، يقتاتون على الشاي والخبز، فهي وجبتهم الرئيسية التي تتكرر على مدار اليوم، إن توفرت طبعاً، وفي أحيان أخرى، يستسلم المعاقون الخمسة ووالدتهم للنوم وهم جياع، بعد محاولة الأم المكلومة تأمين قطعة خبز، لأبنائها الذين قُدّر لهم أن يتعايشوا مع الإعاقة والفقر، مثلما قدر عليها الزمن أن تقاسي في رعاية أبنائها الشيء الكثير. وأضافت المصادر ذاتها أن من بين الأبناء المعاقين فتاتين مقعدتين منذ ولادتهما، حيث تسبب وضعهما هذا، خاصة في ظل غياب ظروف الرعاية اللازمة، في ظهور تقيحات على مستوى الفخذين، إذ إن حالة إحداهما تتطلب تدخلا طبي عاجلا، حيث أدى التقيح إلى ظهور ديدان في أحد فخذيها !... كما يتعرض أحد الأبناء، وهو ذو إعاقة ذهنية، لعمليات اغتصاب متتالية، وهو ما يضيف إلى إعاقته الذهنية إعاقة نفسية تجعله رهين الخوف، حيث يدخل في نوبات نفسية تزيد من اضطرابه وقد سبق للوالدة أن تقدمت بطلب الحصول على مأذونية تضمن لها ولليتامى الذين تعيلهم كسرة خبز، وهي التي لا تملك لا حرفة ولا مالا ولا إرثا وفيرا، سوى ما يتصدق به عليها سكان الدوار من «عشور»، وهو لا يكفيها، إلا أن الملف ظل طي النسيان منذ تاريخ وضعه في ال28 من فبراير 2007 تحت رقم 5850 في عمالة الجديدة. وناشدت الجهات الحقوقية جميع الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل من أجل انتشال هذه الأسرة من التهميش والجوع الذي تعيش فيه منذ سنوات وتأمين الرعاية الصحية لهم.