في جلسة مغلقة، أقصيت منها وسائل الإعلام، نظم المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية، صباح يوم أمس الثلاثاء بالرباط، ندوة حول «دور اللجن الشبابية داخل الأحزاب السياسية»، وهو النشاط الذي يأتي في إطار دعم المعهد الأمريكي للأحزاب المغربية في أفق الانتخابات المحلية 2009. وكان ممثلو الصحافة الوطنية قد استمعوا إلى كلمة جيرارد لاتوليب، مدير فرع المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية بالمغرب، التي استغرقت خمس دقائق قبل أن يطلب منهم مغادرة القاعة لإفساح المجال أمام المناقشات، مما أثار ردود فعل من بعض الصحافيين احتجاجا على ما اعتبروه سابقة غريبة ومحاولة لإضفاء السرية على طبيعة النقاش في ندوة توصلوا بدعوات لحضورها. الندوة تميزت بمشاركة ممثلي شبيبات أربعة أحزاب، هي الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، إضافة إلى حضور ممثلين عن حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العهد والحزب الاشتراكي الموحد، فيما أرجع الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، عزيز رباح عدم مشاركة شبيبة حزبه إلى عدم توصل الحزب بأية دعوة بالنظر إلى موقف هدا الأخير الرافض لأي نشاط يتم بتمويل أمريكي، وقال: «لدينا موقف مسبق من حضور أي نشاط يموله الأمريكون». مدير المعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية أكد، في كلمته الافتتاحية، أن الانتخابات التشريعية الأخيرة كانت صدمة حقيقية بالنظر إلى نسبة المشاركة الضعيفة والعزوف الكبير للشباب الذي يمثل حوالي 40 في المائة من الساكنة، مما جعل مجموعة من الأحزاب تعيد النظر في آليات إنشاء أوهيكلة لجن الشباب، كما أوضح أن موضوع الندوة تم اختياره بعد مشاورات مع بعض الهيئات السياسية التي تسعى إلى إضفاء مصداقية سياسية على أنشطتها، وأعاد التذكير بالتوصيات التي تم التوصل إليها في الأنشطة السابقة للمعهد، ومنها وضع كوطا للشبيبة داخل الهيئات القيادية للأحزاب وتحديد ولايتين كحد أقصى من أجل تمكين الحزب من تجديد دمائها وتعيين ناطق باسم الحزب بالموازاة مع توسيع استقلالية الشباب فيما يخص الميزانية واتخاذ القرار وتنظيم الأنشطة. وكان المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، الذي يعتبر منظمة ذات أهداف غير ربحية تسعى إلى دعم الديمقراطية عن طريق شبكة من الخبراء والمتطوعين، قد حصل على منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية من أجل إعداد برنامج لتقوية الأحزاب السياسية في المغرب، سيستغرق إنجازه 16 شهرا ويهدف إلى توفير المساعدة التقنية للأحزاب ومساعدتها على الإعداد للانتخابات الجماعية لسنة 2009، كما سينكب على عدد من القضايا منها بنيات الأحزاب السياسية والتواصل الداخلي والخارجي واللجان الشبابية للأحزاب وتكوين المدربين.