تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية. البروفيسور خالد فتحي المختص في أمراض النساء والتوليد يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. - أكد لي الطبيب عند استشارته حول العقم الذي نعاني منه أنا وزوجي وبعد إجراء تحاليل للسائل المنوي لديه، أنه مصاب بالنقص والضعف في الحيوانات المنوية، فهل معنى هذا أننا لن ننجب أطفالا دون اللجوء إلى الإنجاب الاصطناعي، ثم ما هي أسباب الضعف المنوي وهل هناك علاج لها؟ ضعف ونقصان الحيوانات المنوية مشكل شائع لدى الرجال، الذين يعانون من انخفاض الخصوبة، ويتعلق الأمر في هذه الحالات بحيامن أو حيوانات منوية (Spermatozoïdes) ضعيفة الجودة واهنة ونادرة وغالبا ما تكون هذه الحيوانات المنوية حاملة لبعض التشوهات. ووهن الحيامن يعني أنها قليلة الحركية، وهذا عامل يجب أخذه بعين الاعتبار أكثر من عامل العدد. ليس كل الرجال المصابين بالضعف المنوي مصابين بالعقم. فهم فقط ذوو خصوبة منخفضة وعندما يحدث أن يتزوجوا بسيدة مرتفعة الخصوبة، فإن خصوبتها المرتفعة هاته تغطي على نقص الحيوانات المنوية لدى الرجل فيحصل الحمل ويكون الإنجاب، ولا يطفو مشكل العقم على السطح، ولكن في أغلب الأحيان يتم الحمل بمساعدة طبية من خلال تحسين جودة المني أو اللجوء إلى تقنية مناسبة من تقنيات الإنجاب المدعوم طبيا. هناك عدة أسباب للوهن والضعف المنوي أذكر منها التعرض لتسمم مزمن، كالإدمان على الكحول والإدمان على السجائر أو تناول بعض الأدوية بشكل منتظم كالأدوية القشرية أو الأدوية الخاصة بأمراض الأعصاب، وقد ينجم الوهن المنوي أيضا عن ارتفاع حرارة الصفن (Scortum)، كالعمل في الأفران أو الحمامات بشكل منتظم. ويصر العديد من الأطباء على القول بأن دوالي الخصية بدورها تقود نحو هذا المشكل دون أن يقدموا براهين ساطعة على هذه المسؤولية، لكن ثبت أن هناك تحسنا في خصوبة المني بعد الخضوع لجراحة الدوالي. كذلك تسهم التعفنات التناسلية في حدوث هذا النقص، بالإضافة إلى مرض السكري وكذا اختلالات المناعة الذاتية حين توجد داخل المني نفسه مضادات موجهة ضد الحيوانات المنوية إلا أنه في بعض الحالات لا يتوصل الطبيب لمعرفة أسباب ندرة المني ووهنه. هذه باختصار أهم أسباب الضعف المنوي. لكن أود أن أقول لك بأن الأمل في إنجاب تلقائي يظل قائما فكل شيء بمشيئة الله. عليكما إذن أن تواظبا على استشارة الطبيب فحالة زوجك غير ميؤوس منها. - أنا سيدة أبلغ من العمر 37 سنة، أعاني من نزيف بجهازي التناسلي يتم في غير موعد دم الحيض. وعندما استشرت طبيب أمراض النساء وأجرى لي فحصا بالصدى تبين له أن في داخل رحمي ورما ليفيا (Fibrome) واقترح علي استئصاله دون عملية جراحية من خلال منظار عبر المهبل (Hystéroscopie). من فضلكم أود بعض التوجيهات حول هذه التقنية؟ وهل علاجي ممكن باعتمادها؟ أنت تعانين من ورم ليفي وهو ورم حميد ينشأ انطلاقا من عضلة الرحم بسبب عدم التوازن في فرز هرموني الأستروجين والبروجسترون، حيث نجد لدى المصابات بمثل هذه الأورام إفراطا في إنتاج الهرمون الأول. هذه الأورام جد شائعة لدى النساء، وخصوصا لدى النساء السوداوات والنساء عديمات أو قليلات الإنجاب ونميز بين 3 أنواع من الأورام: فهناك الأورام الخارجية التي تنمو خارج الرحم وهناك التي تنمو في سمك العضلة الرحمية وهناك التي تنمو تحت المخاط في اتجاه تجويف الرحم وهذا هو النوع الذي شخصه لديك طبيبك بالتأكيد. تشخيص الأورام الليفية سهل يتم بفحص المريضة واستجوابها وإخضاعها للفحص بالصدى أو بالتصوير الإشعاعي للرحم أو لكليهما. وفعلا يمكن في بعض الحالات الاستغناء عن الجراحة التقليدية واللجوء إلى علاج المريضة من خلال التنظير الباطني للرحم (Hystéroscopie) وهذا فحص تشخيصي وعلاجي يتم من خلال إيلاج جهاز دقيق للتصوير داخل الرحم بعد ملئه بثاني أكسيد الكربون مما يمكننا من رؤية مباشرة للرحم وتشخيص عدد من العيوب والأمراض وفي بعض الأحيان إنجاز العلاج من مثل إزالة أورام تحت مخاطية كالتي تشتكين منها. إذا ارتأى طبيبك أن هذه التقنية صالحة لك فلا تترددي فهي فعالة ولا تتطلب مكوثا بالمستشفى وتعفيك من مبضع الجراح.