أكدت دراسة حديثة لمعهد الأبحاث الطبية في العاصمة التشيكية براغ أن الجلوس لمدة طويلة، يوميا، أمام الحاسوب يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعضلات التي تحيط بالعمود الفقري وأن إعادة تأهيلها، عبر التمارين المنتظمة، لا يؤثر كثيرا في فرص العودة إلى ما كانت عليه سابقا. وأشارت الدراسة إلى أن الآلام الناتجة عن ضعف تلك العضلات، خاصة التي تحمي العمود الفقري، تشبه إلى حد بعيد الإصابة بالجروح أو مثل تلك التي تحدث نتيجة حمل أشياء ثقيلة أو إتيان حركة مفاجئة وتتموضع في منطقة أسفل الظهر. وحسب النتائج الواردة في الدراسة، فإن أكثر من 18 متطوعا أمضوا 9 أسابيع في السرير دون حركة تبين بعدها إصابتهم بضعف بالغ في العضلات التي تحمي وتمسك بالعمود الفقري، وأنهم، رغم إعادة تدريبهم بانتظام عبر الأجهزة الرياضية وإخضاعهم لدورات مكثفة، ثبت أن تلك العضلات لم تعد إلى وضعها الطبيعي، كما كانت في السابق. وقالت رئيسة قسم المعالجة الفيزيائية في براغ، الطبيبة ماريا شيشكوفا، إن هذه الدراسة تضيف سببا آخر إلى الأسباب العديدة المتسببة في آلام أسفل الظهر وإن الجديد واللافت فيها أن العضلات والأنسجة والعظام تحتاج إلى إثقالها بالجهد والحركة، من أجل المحافظة عليها وقيامها بأدائها المعهود. وأكدت شيشكوفا أن المشي بعد الجلوس طويلا لا يحل المشكلة، بل من الأفضل التحرك في فترات العمل والقيام بنشاط بدني بين الحين والآخر، عبر التّمرُّن على بعض الأجهزة التي تُنشِّط العضلات، ولا مانع في إجهادها بعض الشيء وفي ممارسة الجري لمسافات طويلة. وأضافت الطبيبة الفيزيائية أن بعض الأحزمة التي تشد عضلات الظهر يمكن استخدامها لمن لديهم أعمال تحتاج إلى الجلوس طويلا ويمكن أن تساعد فقط على التقليل من ضعف العضلات ولا تغني عن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية في فترات الجلوس. وقالت إنه لمعرفة حالة ضعف عضلات الظهر، يمكن إجراء صورة إشعاعية تكشف تلك الحالة أو الحالات الأخرى العديدة التي تتسبب في ألم أسفل الظهر، مثل تلك التي تتعلق بالروماتيزم وبعض الالتهابات البكتيرية التي تصيب تلك المنطقة. وحسب بعض الإحصائيات، فإن %80 من سكان العالم قد أصيبوا بنوع من الألم في أسفل الظهر. وتنصح شيشكوفا، من أجل تجنب حدوث تلك الآلام أو الإصابة بضعف العضلات، باللجوء -وبشكل دائم- إلى الحركة والرياضة، فمثلا عند الجلوس على طاولة العمل، يجب أن يكون الظهر مستندا بشكل كامل وبزاوية مقدارها 90 درجة، دون الانحناء إلى الأمام أو الخلف، على أن تُزاوَل بعض التمارين البسيطة، لتليين العضلات، قبل بدء العمل والجلوس الطويل أمام المكتب، وكذلك وضع برنامج تدريبي يجب الالتزام به على مدار الأسبوع، ويكون بتخصيص 20 إلى 30 دقيقة، يوميا، لتدريب المفاصل وعضلات الجسم، خاصة منها تلك التي تحمي الظهر، ودعم ذلك بالمشي لمدة ساعة إلى ساعتين في نهاية اليوم.