يوم أسود عاشه الوداد البيضاوي، أول أمس الأحد، فبمجرد ما انتهت المباراة التي جمعت الفريق الأحمر بوداد فاس بانتصار الوداديين بهدف للاشيء من تسجيل المهاجم محسن ياجور برسم الجولة الرابعة من الدوري الوطني الأول، حتى انفجر الوضع داخل القلعة الحمراء، إذ توجه المدرب البرازيلي صوب الجماهير الودادية وودعها شاكرا لها دعمها للفريق، ثم انتقل فيما بعد إلى غرفة الملابس ليقوم بتحية جميع اللاعبين وتوديعهم، وألقى عليهم خطبة الوداع التي تضمنت كلمات مؤثرة، معلنا استقالته من تدريب الفريق دون تقديم إيضاحات قبل أن يستقل سيارته رفقة مساعده التونسي فريد شوشان. لينتشر بعد ذلك خبر تعيين الزاكي مدربا للفريق بالرغم من أن الموقع الرسمي للوداد لم يشر إلى هذا التعيين الذي قسم الجمهور مابين معارض ومؤيد لعودة الزاكي ورحيل سانتوس، فهذا الأخير استقال من منصبه والوداد في جعبته ثمان نقط حققها الفريق من انتصارين خارج الميدان ضد كل من المغرب التطواني ووداد فاس، وتعادلين ضد كل من النادي القنيطري والجيش الملكي الذي واجهه وهو منقوص من مدافع كبير من حجم اللويسي بعد تلقيه البطاقة الحمراء، وهي نتائج لم يحققها الوداد الموسم الماضي، بل إن مدربين في الدوري الوطني لم يحققوا ما حققه سانتوس ومازالوا في مناصبهم ولم يقالوا ولم يعلنوا استقالتهم، بل إن مردود الوداد في الجولتين الأخيرتين شهد تحسنا كبيرا، ومن كان ينتقد انتداب ياجور أصبح يهلل بأن الوداد وجد العملة النادرة التي انتظرها الوداد منذ رحيل المهاجم الأسطوري موسانداو. في حين وجد مؤيدو عودة الزاكي ضالتهم وعقدوا العزم على أن الرجل المناسب قد عاد لكي يجلس في المكان المناسب، بل إن الزاكي بنفسه خرج إعلاميا في الآونة الأخيرة وفي ظرف شهر كامل نجح في أن يشهر صوته إعلاميا بعدما تمت استضافته إذاعيا لدى إذاعتين خاصتين، وقبل ذلك أدلى بحوار ليومية الشروق الجزائرية وتصريح خاص في قناة الرياضية، وهو ما فسر بكونها حركات إحمائية للمدرب الذي ارتبط اسمه كمدرب للوداد ومحبوب الجماهير، ليعود ويشرف من جديد على الإدارة التقنية للفريق الأحمر. وفي ظل هذا الجدل الذي استمر لساعات على صفحات منتديات مشجعي الوداد، تأتي الساعة العاشرة ليلا ليتداول خبر طرد العضو داخل المكتب المسير ورئيس العلاقات الخارجية للفريق ذاته، حميد حسني، المعروف بالطاسيلي من مهامه، قبل أن يأتي الخبر اليقين ويعلن الموقع الرسمي للوداد، في منتصف الليل، في بلاغ عنون ب«الدقيقة الاخيرة» النبأ التالي:»المكتب المسير للوداد البيضاوي لكرة القدم يقرر بالإجماع التالي: 1. وضع حد لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بقيادة حميد حسني 2. حرمانه من عضويته في المكتب المسير للفريق. 3 استبعاده من قائمة الأعضاء المنخرطين في النادي. ويعد هذا القرار ساري المفعول اعتبارا من تاريخ نشر هذا البيان الصحفي على الموقع الرسمي للفريق. وهو القرار الذي خلف ارتياح مجموعة من الأنصار داخل الوداد التي مافتئت تتهم حسني بالتشويش على الفريق، بل إن هناك من ذهب إلى القول بأنه يعمل على زعزعة استقرار الفريق من خلال تحريض بعض اللاعبين على الظهور بشكل متهاون في مباريات الفريق. وهناك من فسر القرار بكونه يأتي كردة فعل بعد الأحداث التي شهدها ملعب فاس بعدما هاجم مجموعة من الأشخاص، وصفوا بالمقربين من الطاسيلي، رئيس الوداد عبد الإله أكرم وابنه حفيظ. لكن الخفي وراء قرار المكتب المسير هو وجود نية مبيتة لطرد العضو الطاسيلي، منذ مدة، فالشخص الذي كان الناهي والآمر في الفريق، الموسم الماضي، سحبت منه صلاحيات عديدة وتحول من رئيس لجنة الشباب والتنظيم إلى مكلف بالعلاقات الخارجية، وهو ما يعني في كواليس فريق عريق من حجم الوداد أن الشخص قد قزمت مهامه، فلجنة التنظيم ولجنة الشباب تعني التحكم في زمام الأمور، وحسب العامية المغربية فصاحب لجنة الشباب والتنظيم داخل مكتب الوداد يلقب ب:»مول التيران» وهي المهام التي ستسحب من الطاسيلي ويعين كرئيس للجنة العلاقات الخارجية، بل إن الأدهى من ذلك أن الطاسيلي بات موظفا مع وقف التنفيذ بعدما لم يقم المكتب المسير للوداد بإيفاده لحضور قرعة كأس شمال إفريقيا بتونس بالرغم من كونه رئيس لجنة العلاقات الخارجية، ويعوض بالمدير الإداري إدريس مرباح. كما أن الطاسيلي نجح في الآونة الأخيرة في الترويج لفكرة تعاقد الوداد مع المدرب بادو الزاكي الذي تربطه به علاقة جيدة، وهي الفكرة التي تعني انتصار الطاسيلي على الرئيس أكرم، مما عجل باتخاذ قرار بطرد الطاسيلي، وتأخير الإعلان الرسمي، إلى حد كتابة هذه الأسطر،عن تعيين الزاكي مدربا للفريق.