تضاربت نسبة نجاح الإضراب، الذي خاضته التنسيقية الوطنية للنقل الطرقي بالمغرب، صباح أمس الاثنين، في عدة مناطق بالمغرب ضد مدونة السير المرتقب دخولها حيز التنفيذ في الفاتح من أكتوبر القادم، بعد أن اعتبرت نقابات أخرى ومهنيون أن إضراب 27 شتنبر كان فاشلا، فيما وصفه مسؤولو التنسيقية ب«الناجح بكل المقاييس ورسالة إلى وزير النقل والتجهيز الاستقلالي كريم غلاب». وحسب مصادر نقابية، فقد فشلت التنسيقية الوطنية للنقل الطرقي بالمغرب في تعبئة شاملة للسائقين لتنفيذ الإضراب بعد أن بلغت الاستجابة لإضراب 27 شتنبر الجاري نسبا متفاوتة. ولم تتأثر حركة النقل في مدن الرباطوسلا وتمارة، وفقا لمصادر نقابية متابعة للإضراب، بعد أن توقف عن العمل صباح أمس نحو 10 في المائة من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بمدينة سلا، وبنسبة أقل في مدينة الرباط، خاصة في صفوف المهنيين المنتمين إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، فيما بلغت نسبة نجاح الإضراب في مكناس نحو 50 في المائة، و20 في المائة بمدينة تيفلت، و30 في المائة في الخميسات، و50 في المائة بمدينة القنيطرة على مستوى سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة. وبمدينة سلا بقي الآلاف من المواطنين محاصرين نتيجة قلة وسائل النقل، مما سمح بحدوث إنزال كبير ل«الخطافة» الذين مارسوا نشاطهم برعاية من السلطة، التي تدخلت بشكل واضح من أجل مسح الحشود التي تجمعت في انتظار وسيلة نقل. كما أكد بعض المهنيين أن السلطة قامت بتهديدهم بالحجز على سياراتهم إذا لم يستأنفوا عملهم في محاولة لكسر الإضراب، في حين غامر البعض بركوب الدراجات النارية المخصصة لنقل البضائع و«الهوندات». كما تطوع بعض المواطنين من أجل نقل من بقوا في الانتظار لمدة طويلة. وبدا واضحا أن حدة الإضراب اختلفت من حي إلى آخر وتركزت بالأساس في قرية اولاد موسى وحي الانبعاث وحي كريمة. وفيما أكد مهنيون وعاملون في القطاع أن الوضع ظل هادئا يوم أمس، وأن الإضراب الذي دعت إليه التنسيقية ظل معزولا ولم ينخرط فيه غالب المهنيين بمدن الرباطوسلا وتمارة، اعتبر إبراهيم الطايع، النائب الثالث للتنسيقية الوطنية، إضراب ال27 من شتنبر ناجحا بكل المقاييس، و«رسالة إلى مسؤولي وزارة النقل والتجهيز الذين يعتبرون التنسقية لا محل لها من الإعراب في الساحة»، مشيرا إلى أن الإضراب عرف على المستوى المحلي (الرباط – سلا) نجاحا قارب نسبة 90 في المائة في صنف سيارات الأجرة الكبيرة و60 في المائة على مستوى الشاحنات. فيما بلغت نسبة الاستجابة للإضراب 90 في المائة في الجنوب (أكادير، تارودانت، آيت ملول، الصويرة...) ونحو 95 في المائة في أقاليم فاس وصفرو ووزان، حسب المعلومات المتوصل إليها إلى حدود الساعة ال11 من صباح أمس الاثنين. إلى ذلك، هدد محمد البيار، عن التنسقية الوطنية للنقل الطرقي، بتصعيد احتجاجاتها بعد محطة 27 شتنبر بتنفيذ وقفة احتجاجية أمام البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية في أكتوبر القادم، يشارك فيها آلاف المهنيين، مشيرا إلى أن من شأن تطبيق مدونة السير أن تسهم في «تشريد الكثير من المهنيين». من جهة أخرى، نفذ سائقون تابعون لشركة «ستاريو» للنقل الحضري بالرباطوسلا وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة للتنديد ببنود مدونة السير، وانخراطهم في الإضراب الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية للنقل الطرقي بالمغرب. وحسب مصادر نقابية، فقد استنفرت الوقفة التي نظمها سائقو «ستاريو» إدارة الشركة التي سارعت إلى بعث مدير الموارد البشرية الذي أنجز تقريرا بخصوص الوقفة ودواعيها، مشيرة إلى أن الوقفة أثرت نسبيا على حركة حافلات النقل الحضري، خاصة في مدينة سلا خلال ساعات الذروة الصباحية، قبل أن تعود الأمور إلى حالتها العادية بعد ما استأنف السائقون عملهم.