توصل نائب والي أمن مراكش، أحمد طوال، بقرار التحاقه بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية في الرباط، بعد توصله برسالة في حدود الساعة الخامسة من مساء أول أمس الأربعاء تؤكد ضرورة التحاقه، على وجه السرعة، بالرباط، الأمر الذي أحدث ارتباكا داخل ولاية أمن مراكش واعتبره العديد من المسؤولين في المؤسسة قرارا تأديبيا للمسؤول الأمني. وقد تفاجأ نائب والي الأمن بهذا القرار، الذي اعتبره مصدر مقرب من ولاية الأمن «متوقعا»، نظرا إلى عدد من الملفات والأحداث التي كان فيها نائب والي الأمن طرفا مباشرا، كان أبرزها اقتحام ابن هذا المسؤول الأمني الذي عمل في المدينة الحمراء لمدة تزيد على ثلاث سنوات، رفقة ثلاثة شبان (فتاتين وشاب) ساحة جامع الفنا الشهيرة ليلا، وهم على متن سيارة والده التابعة لوزارة الداخلية، وقد قام الابن عندما أوقفه قائد مقاطعة جامع الفنا، رفقة بعض رجال القوات المساعدة، بسب وشتم ممثل وزارة الداخلية (القائد) وهو في حالة سكر طافح، مخاطبا إياه «ما عفرتينيش؟ أنا ولد مول البلاد»، يوضح مصدر عليم في اتصال مع «المساء». ولم تستبعد مصادر «المساء» أن تكون الأحداث التي عرفتها ولاية الأمن قبل حوالي ثلاثة أشهر عندما احتج طلبة ينتمون إلى فصيل «منظمة التجديد الطلابي» أمام ولاية الأمن واعتقالهم، واتهامهم المسؤولَ الأمنيَّ بتعذيبهم وتلفظه بكلام ناب يمس بأمن الجامعة، سببا في التعجيل بهذا القرار، خصوصا أن الفصيل الطلابي المقرب من حركة «التوحيد والاصلاح» وحزب «العدالة والتنمية» قد قرر، خلال ندوة صحافية نظمت في الرباط، متابعة هذا المسؤول الأمني قضائيا وإدخال ملف «تعذيب» الطلبة، الذين كان ضمنهم ابن البرلماني والقيادي في حزب «المصباح» عبد الله باها، إلى ساحة القضاء. وأرجعت مصادر أخرى الأمر إلى تقصير مسؤولين أمنيين، بينهم نائب والي الأمن المذكور، في التعاطي مع محلات «الشيشا»، التي أضحت تعمل خارج القانون وتضرب عرض الحائط القوانين المنظمة للمقاهي، حيث شنت المصالح الأمنية في المدينة حملة تمشيطية ليلة أول أمس اعتقلت فيها فتيات وشباناً كانوا يتعاطون الشيشا، حيث اعتقلت قاصرات أمام الملأ واقتادتهن إلى ولاية الأمن للتحقيق معهن.