«البيوت أسرار» وخاصة أسرار غرف النوم التي تعد من أخطر الأسرار التي يجب الحرص على عدم البوح بها أمام الغير, سواء من طرف النساء أو الرجال. فكم من أسرار تم الكشف عنها ولاكتها الألسن فارتفعت السكينة عن البيوت وسهلت عوامل الهدم والتصدع، لذلك يحذر علماء التربية من التفريط في الأسرار الزوجية ولو على سبيل الفكاهة والمزاح. تعترف العديد من الزوجات في منتديات المناقشة باعتيادهن الحديث عن الأسرار الزوجية أمام قريباتهن أو صديقاتهن، وغالبيتهن لم تدركن مدى خطورة الأمر حتى انكشف أمرهن أمام أزواجهن. تقول إحداهن فضلت أن تطلق على نفسها أم ليلى إنها تعض على أصابع الندم بعد وقوع كارثة الطلاق بسبب إفشائها أسرارها الزوجية أمام صديقاتها في مجالسهن. وتقول: «كنت لا أتوانى في أي مجلس عن الحديث عن حياتي الزوجية ووصل الأمر إلى حد البوح ببعض الأسرار الحميمة، فكان أن نقلتها إحدى الصديقات إلى زوجها الذي بدوره نقلها إلى صديق مشترك بينه وبين زوجي فما كان من هذا الأخير إلا أن نقل الخبر إلى زوجي الذي استشاط غضبا ورمى علي يمين الطلاق بالثلاث لتنتهي حياتي الزوجية بلقب مطلقة مع 3 أطفال». بدورها عانت «م.ع» من إفشاء أسرارها الزوجية تقول موضحة: «لم أعتقد إطلاقا أن الحديث عن حياتي الخاصة أمام صديقاتي سيكون سيتحول إلى معول كدت أهدم به عش الزوجية لولا لطف الله. فذات مرة رويت لإحدى صديقاتي موقفا مضحكا خاصا جدا حصل بيني وبين زوجي، وهي بدورها أخبرت به زوجها، فاستغل زوج صديقتي إحدى سهراته مع الأصدقاء، وحكى لهم الموقف من باب التندر والفكاهة، فأخبر أحد الحاضرين زوجي بالأمر فيما بعد، فثار في وجهي وقاطعني لمدة أسابيع قبل أن تعود المياه بيننا إلى مجاريها. لكن لم يعد زوجي يأتمنني على سر، وأصبح كتوما معي في معظم الأمور، وقد أعطاني ما حدث درسا قاسيا ولم أعد أبوح بما يدور خلف باب منزلي لأي مخلوق كان حتى والدتي». أما «ه .م» فتؤكد قائلة: «أتحدث مع صديقاتي في كل أمور حياتي الأسرية صغيرة كانت أو كبيرة، على سبيل المناقشة وبحث الحلول، ولكن حديثي يتوقف عند الأسرار الخاصة، فهي لا تخص أحدا غيري». وتشاطرها «أم عادل» الرأي وترى أن الأحاديث التي تدور بينها وبين قريباتها أو صديقاتها أو جاراتها لا تتجاوز أمور البيت ومشاكل الأولاد، أما مشاكلها مع زوجها أو أسرارهما الخاصة فلا تخص أحدا غيرهما. وحفظ سر الزوج عموماً، وسر الفراش خصوصاً، دليل على صلاح الزوجة وكمال عقلها، قال تعالى : «فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله» (النساء/43). ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم، ونحن من بعدهم من خطورة إفشاء أسرار الفراش فقال: «لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها». فأرم القوم (يعني سكتوا)، فقامت امرأة فقالت: إي والله يا رسول الله، إنهنَّ لقلنَ، وإنهم ليفعلون. قال: «فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون». ويجب على الزوج أيضاً أن يتجنب الحديث عن هذه الأسرار أو الشكوى من الزوجة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن شرَّ الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها».
أسرار الزوجية وكيفية التعامل معها الأسرار أنواع ودرجات أسرار البيت ليست على درجة واحدة من الأهمية فهناك أسرار العلاقة الخاصة بين الزوجين وهذه يجب أن يحتفظ بها في بئر عميق داخل نفوسكم وقد مر علينا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من إفشاء هذه الأسرار. وهناك الأسرار المتعلقة بالخلافات بين الزوجين وهذه تقدر بقدرها والعاقل من يحفظ هذه الأسرار ولا تنقل عنه إلا ما يعالج المشكلة، ولكن ليس إلى الأقرباء أو الأصدقاء ولكن لمن تتوسم فيهم الحكمة ليحققوا النصيحة الإلهية: «فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا». وهناك الأسرار المتعلقة بخصوصيات البيت وهذه أيضا لا يجوز نشرها حتى لا تصبح الأسرة كتابًا مكشوفًا أمام الآخرين ..