وضعت مصالح الشرطة القضائية بمراكش حدا للغز إحدى أشهر السرقات التي ضربت مدينة مراكش خلال هذه السنة، عندما ألقت مصالح الشرطة القضائية بالمدينة الحمراء القبض على «العقل المدبر» للعصابة التي سطت على مبلغ 50 مليون سنتيم كان يتوجه بها موظفون بشركة «سومية»، التي تصدر الزيتون، صوب المعمل لأداء أجور العمال والمستخدمين خلال شهر ماي الماضي. وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها «المساء» من مصدر موثوق، فإن التحقيقات التي قام بها أفراد من الشرطة القضائية بإشراف رئيس الشرطة القضائية قادت إلى معرفة «العقل المدبر» للعملية، التي وصفت ب «الهوليودية». وقد كان أبرز الأوراق التي ركزت عليها الشرطة القضائية بالمدينة للوصول إلى «رأس الحربة» للعصابة الملثمة، التي نفذت العملية بنجاح، وظفرت بمبلغ 50 مليونا، هي التحقيق مع بعض أفراد العصابة، الذين سقطوا في يد أمن مراكش، بعد انطلاق التحقيق معهم حول هوية باقي أفراد العصابة. وأوضحت المصادر ذاتها أن التحقيق لا زال جاريا مع «العقل المدبر» من أجل معرفة ما إذا كان يقف وراء العصابة أفراد آخرون، يمكن أن يكونوا رؤوسا كبرى في مثل هذه العمليات، ومعرفة مصير الأموال التي سطوا عليها، بينما كانت سيارة الشركة تحاول التوقف بالقرب من المصنع الذي تعود ملكيته إلى أحد الأجانب. وتعود فصول هذه العملية عندما هاجم ملثمون خلال شهر ماي الماضي بعض موظفي شركة «سومية»، التي تُصدر الزيتون من مراكش إلى الخارج، كانوا بصدد إدخال علب كارتونية كانت تضم أجور الموظفين والعمال، الذين يعملون في الشركة. وحسب رواية مصادر عليمة سردت ل «المساء» تفاصيلَ السرقة «الهوليودية» التي قام بها أربعة ملثمين، فإن سيارة تابعة للشركة التي تسيرها سيدة يهودية وقفت أمام الرصيف المقابل لباب الشركة، محمَّلة بالأموال. وبينما كان العاملان يتوجهون صوب مدخل المصنع، الذي يبعد عن موقف السيارة بحوالي 60 مترا، باغتهم أربعة أشخاص ملثمين يحملون سيوفهم، لينفذوا سرقة لم تكن تشاهد إلا في أفلام «هوليود». «أشهرَ الملثمون، السيوف في وجوهنا وطلبوا منا تسليمهم الكارتونات، دون أدنى اجتهاد أو حركة»، يقول أحد الموظفين، الذين كانوا يحملون المبالغ التي سُرقت. وقد استسلم الموظفون للتهديدات دون أدنى مقاومة، ليتم نزع الكارتونات ووضعها داخل السيارة التي كانت تنتظرهم، من أجل الظفر بالمبلغ فائقة. ولما انتهى الملثَّمون، من تنفيذ عمليتهم بنجاح، لم يُسارعوا صوب السيارة «الرمادية»، التي تحركت بسرعة بطيئة، بل عمدوا إلى الجري خلفها من أجل تأمين رصدها وتتبع مسارها من قِبل الموظفين، ليصعد الملثمون إليها وتنطلق السيارة بسرعة كبيرة. وأوضحت مصادر «المساء» أن الحادث الخطير أحدث اضطرابا وسط الشركة، التي تصدِّر الزيتون. كما أن حالة من التذمر سادت وسط العمال، خصوصا أن ذلك اليوم (الجمعة) كان هو يوم تسلمهم لأجورهم، التي يتسلمونها كل 15 يوما. وقد عمدت صاحبة الشركة، حسب مصادر «المساء»، إلى الاتصال بصاحب الشركة الفرنسي من أجل إخباره ب «الفاجعة»، التي ألمت بالشركة، ومحاولة تدبُر الأمر. وفور علمها بالخبر، هرعت مختلف المصالح الأمنية إلى عين المكان، من أجل التحقيق في الحادث، حيث شرعت الشرطة العلمية في محاولة إيجاد علامات تقود إلى الفاعلين، بينما قامت الشرطة القضائية بالاستماع إلى العاملين، الذين عاينوا وعاشوا الحادث. وقد رجحت مصادر عليمة أن يكون الحادث مدبرًا منذ مدة، وأن الملثمين كانوا يرصدون السيارة التي كانت تُِحضر أجور الموظفين والعمال كل 15 يوما منذ مدة طويلة، الأمر الذي سَهَّل عليهم تنفيذ العملية والسطو على 50 مليون سنتيم.