في اجتماع ساخن للمكتب السياسي للحركة الشعبية أفلحت حليمة العسالي، المرأة القوية داخل الحركة، في إزاحة غريمها إدريس السنتيسي من منصب أمين مال الحزب الذي حافظ عليه منذ سنوات، في حين ضمن صهرها محمد أوزين، كاتب الدولة في الخارجية، مهمة المسؤول عن التنظيمات، فيما اعتبرته مصادر حركية التفافا حول الأمانة العامة بالنيابة وتحضيرا له لخلافة امحند العنصر الأمين العام للحزب. وعرف اجتماع المكتب السياسي للحركة، المنعقد مساء يوم الجمعة، مشادات بمناسبة توزيع المهام بين أعضاء المكتب السياسي المنتخب عبر صناديق الاقتراع في المؤتمر الحادي عشر، خاصة بين عسالي والسنتيسي والعنصر. وحسب مصادر حركية حضرت الاجتماع، فإن عسالي لم تستسغ ترشيح السنتيسي لنفسه لمنصب أمين المال الوطني، لتطالب بترشيح عبد القادر تاتو، رئيس مجلس عمالة الرباط، وهو ما أثار حفيظة العنصر الذي طالبها بعصبية بعدم ترشيح أي كان. بيد أن تدخل العنصر لم يحل دون تقديم تاتو لترشيحه لمنافسة السنتيسي، الذي لم يجد من بد غير الإعلان عن انسحابه من السباق نحو منصب أمين المال الوطني. وبالرغم من تدخل العنصر لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص غضب السنتيسي، مقترحا إسناد مهمة تدبير مالية المؤسسات والشركات التابعة للحزب إليه، كتعويض له عن منصب أمين المال الوطني، فإن عمدة سلا السابق رفض العرض المقدم إليه، لتسند تلك المهمة في نهاية المطاف وبعد لغط وجدل إلى مصطفى المشهوري، وزير التجارة الخارجية السابق الذي قبل بالمهمة على مضض. مصدر حركي اعتبر ما وقع من مشادات أثناء تقديم الترشيحات لمهمة أمين المال وإبعاد السنتيسي «مسرحية» أعد لها مسبقا، مشيرا إلى أن أسماء أعضاء المكتب السياسي الذين ستوكل إليهم المهام كان محسوما فيها قبل الاجتماع وكانت متداولة في الأوساط الحركية، وأن إبعاد السنتيسي كان موضوع نقاش بين أطراف مؤثرة في الحزب منذ السنة الماضية، بعد أن رأت أن الوقت حان لإبعاده بسبب خلافاته وصراعه مع أعضاء في المكتب السياسي. ولم يستبعد نفس المصدر إمكانية مغادرة السنتيسي الغاضب البيت الحركي نحو وجهة حزبية جديدة، في حال عدم ترضيته، مشيرا إلى أن عمدة سلا السابق كان قد تلقى وعودا من قيادة الحزب بأن يحافظ على منصبه كأمين مال الحزب، وهو ما لم يتم الوفاء به. من جهته، اعتبر قيادي حركي أن توزيع المهام بين أعضاء المكتب السياسي مر في أجواء عادية، وعن طريق التوافق والتصويت باستثناء مهمة مالية الحزب التي عرفت ترشح كل من تاتو والسنتيسي الذي فضل الانسحاب، مشيرا إلى أنه تم تحديد مجموعة من المهام تم عرضها على أعضاء المكتب السياسي، وأن كل من وجد في نفسه الأهلية لتلك المهمة اقترح نفسه. إلى ذلك، رفض أوزين أحرضان، نجل الرئيس المؤسس للحزب المحجوبي أحرضان، أن يسند إليه ملف الأمازيغية على اعتبار أن تلك المهمة «ملغومة» في ظل أن الحركة متهمة من قبل الحركة الأمازيغية بعدم جدية دفاعها عنها، يقول مصدر «المساء»، مشيرا إلى أن حالة من التوتر سادت عملية توزيع المهام، أجبرت العنصر على فض الاجتماع قبل نهايته، وإرجاء توزيع باقي المهام على أعضاء المكتب السياسي إلى اجتماع قادم.