لم تمر مباراة الترجي التونسي وضيفه وفاق سطيف الجزائري دون أن تخلف ردود أفعال متباينة واستياءً إعلامياً في تونس، خاصة بعد المقال الناري الذي نشرته صحيفة «الهداف» الجزائرية، الأربعاء الماضي تحت عنوان «وفاق سطيف من الفشل نتعلّم النجاح والزمن لن يتوقف... وتحضير رابطة 2011 تبدأ من الآن». وجاء في المقال اتهام بشكل مباشر للاعب الترجي التونسي خالد القربي بالتسبب في إفساد العلاقات مستقبلاً بين الترجي وسطيف ووصفته ب«عديم التربية» بعد قيامه بحركات لا أخلاقية ساهمت في تعكير أجواء المقابلة.المقال لم يقف عند هذا الحد، بل حذر بشكل علني القربي من مغبة القدوم مرة أخرى للجزائر، وأضاف: «القربي... سيكون أمام موقف خاص به إن أطال الله الأعمار وكان للوفاق السطايفي لقاء مستقبلي أمام الترجي التونسي، حيث يؤكد لاعبو الوفاق ومن الآن أن المعني سيظلم نفسه إن جاء إلى سطيف، لأنهم سيقومون بإعادة تربيته بالطريقة المناسبة». كما اتهمت - الصحيفة- الترجي التونسي بعدم النزاهة وإرشاء الحكام، مضيفة بالحرف الواحد: «من يشتري الحكام «عيني عينك» من المفترض أن يكون آخر من يتحدث عن نزاهة بقية الفرق». الصحيفة ذاتها رهنت عودة العلاقات إلى سالف عهدها بين الوفاق والترجي بتقديم هذه الأخيرة اعتذاراً رسمياً نقلا عن لسان رئيس الفرع السطايفي حسان حمّار. ونقلت صحيفة «التونسية» على موقعها الإلكتروني ما جاء في مقال صحيفة «الهداف» بكل استغراب واستهجان، كما استنكرت جريدة «الشروق» التونسية ما جاء في المقال محذرة من مغبة الانسياق وراء مثل هذه التصريحات خشية تكرار سيناريو مصر والجزائر. وفي تعليقه على الموضوع، أكد نائب رئيس الترجي بادين التلمساني «أن الترجي التونسي يؤسفه سماع مثل هذه التصريحات، وأن ناديه متعود على مثل هذه «الأكاذيب الإعلامية»، مضيفاً أن الترجي «أرفع من أن يرد على هذه الافتراءات». كما أوضح التلمساني أن الترجي لعب 5 مباريات خلال الدوري الإفريقي بكل نزاهة ومن دون «إرشاء للحكام» مثلما يدعي البعض ونتائجه خير دليل على ذلك. في المقابل، نفى رئيس الترجي تماماً أي نية للترجي لتقديم اعتذار رسمي لوفاق سطيف، مشدداً على أن أبناءه لم يقوموا خلال مقابلتهم مع سطيف بأي حركة غير رياضية أو منافية للأخلاق، والصور التي نقلتها المحطات التلفزية، حسب قوله، خير دليل وبرهان على صدق قوله. التلمساني أكد أن التعادل كان منصفا للفريقين، وقد قدم لاعبو الوفاق مردوداً متميزاً ومستوى كروياً مشرفا،ً كما خرج أغلب لاعبيه من تونس وهم سعداء، خاتما قوله بأن علاقة الترجي بوفاق سطيف وأي فريق آخر هي علاقة يسودها الاحترام والمحبة ولا يمكن إفسادها بتصريحات «شاذة» و«متعصبة» من هنا وهناك لا تعبر إلا عن آراء شخصية لأصحابها ولكن «الكرة في النهاية ربح وخسارة» حسب قوله متمنياً حظاً أوفر للوفاق. وكانت مقابلة الترجي ووفاق سطيف التي احتضنها الملعب الأولمبي برادس بالعاصمة التونسية يوم الثلاثاء الماضي وانتهت بالتعادل 2-2، شهدت أحداث شغب ورمي القوارير البلاستيكية والألعاب النارية. وتقدم وفاق سطيف بشكوى إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» اتهم خلالها الجماهير التونسية بالتعرض للاعبي الوفاق والاعتداء عليهم بالضرب قبل المباراة واستخدام الليزر لتشتيت تركيز الحارس فوزي الشاوشي أثناء المباراة. كما تضمنت المذكرة شكوى ضد حكم المقابلة السنغالي بادرا دياتا متهمين إياه بالتحيز لفريق الترجي نظراً لما ارتكبه من أخطاء فادحة على حد تعبير مسؤولي الوفاق.