أعطى المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الضوء الأخضر لاستئناف اللقاءات الثنائية، التي عقدها الحزب مع أحزاب في الكتلة الديمقراطية والأغلبية والمعارضة (العدالة والتنمية، الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري). وكشفت مصادر اتحادية ل«المساء» أن الجولة الأولى من اللقاءات التي ستشهدها الأسابيع القليلة القادمة ستقتصر على حليفيه في الكتلة (الاستقلال والتقدم والاشتراكية)، اللذين تجمعهما بحزب المهدي بنبركة أدبيات وقيم مشتركة تيسر استئناف النقاش معهما، فيما سترجأ لقاءات الحزب بباقي ألوان الطيف الحزبي إلى الأسابيع القادمة، مشيرة إلى أن لقاء قيادة الاتحاد بحليفيه في الكتلة الديمقراطية يدخل في سياق اللقاءات التي باشرها الحزب منذ أشهر، من أجل التشاور والبحث عن مجالات العمل الميداني المشترك لدعم التوجه الديمقراطي الحداثي والتنموي، استنادا للقيم المشتركة بين الأحزاب الثلاثة. ووفقا لنفس المصادر، فإن الجيل الجديد من الإصلاحات، خاصة تلك المتعلقة بنمط الاقتراع ومدونة الانتخابات، سيكون على رأس جدول أعمال لقاءات قيادة الاتحاد مع قيادتي الاستقلال والتقدم والاشتراكية، مؤكدة أن الدخول البرلماني القادم يتعين أن يعرف حركية في اتجاه تلك الإصلاحات. وكانت قيادتا حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي قد اتفقتا في مارس الماضي على تشكيل لجنة مشتركة لتحضير برنامج العمل المشترك في أقرب الآجال، وهو الأمر الذي سيتكرر مع التقدم والاشتراكية من خلال الإعلان عن تشكيل لجنة عمل مشتركة لإعداد برنامج عمل مشترك «يخدم الأهداف التي يناضل من أجلها» الحزبان. إلى ذلك، قرر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال اجتماع عقده أول أمس الإثنين، القيام بخطوات ومبادرات ملموسة تجاه حلفائه الأساسيين، «تفعيلا للحقل السياسي المغربي ومن أجل المضي قدما في بلورة الإصلاحات الكبرى التي يوجد المغرب في أمس الحاجة إليها». وكشف مصطفى عديشان، عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب، أن قيادة الحزب أجرت خلال شهر غشت الماضي اتصالات مع قيادتي حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي بخصوص تفعيل العمل المشترك ومواصلة العمل من أجل بلورة مبادرات سياسية وحدوية، وإعطاء دفعة قوية للعمل السياسي، مشيرا إلى أن «من أهم المواضيع التي حظيت بالنقاش موضوع الجيل الجديد من الإصلاحات الذي ينادي به الحزب والذي لا يمكن لنا وحدنا طرحه». وأوضح عديشان أن لقاء قيادة التقدم والاشتراكية مع حزب الاستقلال أظهر أن حزب الوزير الأول ما زال متشبثا بالعمل داخل الكتلة الديمقراطية وبالنتائج التي يمكن أن يؤدي إليها هذا التحالف، فيما انتهى اللقاء الذي جمعها بقيادة حزب المهدي بنبركة إلى الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة بين الحزبين التي من المفترض أن تحتل مركز الصدارة في أجندة الحزبين من قبيل الإصلاحات السياسية والدستورية، والتعاون المشترك. وفضلا عن طرق قيادة التقدم والاشتراكية أبواب حليفيه في الكتلة، فإنه من المنتظر خلال الأسابيع المقبلة استئناف اتصالاته بالأحزاب المنتمية إلى العائلة اليسارية من أجل الدفع في اتجاه توحيد شتاته.