دق تقرير أمريكي ناقوس الخطر من احتمال تحول جبهة البوليساريو إلى حليف لتنظيم القاعدة الإرهابي من خلال جناحها الذي يطلق على نفسه اسم»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، حيث أكد المركز الأمريكي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن القومي أن هناك تقاربا بين مجموعة من العناصر الموالية لجبهة البوليساريو وبين تنظيم القاعدة في المنطقة، أكثر من ذلك قال التقرير إن مخيمات تندوف أصبحت أحد خزانات التجنيد الرئيسية للقاعدة. خلاصات مثل هذه ليست جديدة وليست مفاجئة على الإطلاق، فمنذ ظهور فرع القاعدة في المنطقة قبل سنوات قليلة ولا حديث يدور في دوائر الأمن والاستخبارات في العواصمالغربية الكبرى إلا عن الاحتمالات الخطرة المفتوحة في المنطقة بسبب التحولات الأمنية وهشاشة البنيات الأمنية لبعض الدول في القارة السمراء مما قد يمكن هذا التنظيم من الاختراق، وما ينجم عن ذلك من ارتباطات تشكل خطرا على الأمن الإقليمي لبلدان المنطقة، وضمن هذا الإطار برز التحذير من أن يركب البوليساريو هذه الموجة الجديدة لتحقيق أهدافه التي لم يستطع تحقيقها طيلة العقود الماضية، خاصة وأن ظهور تنظيم القاعدة في المنطقة تزامن مع بدايات تفكك الجبهة وسقوط مبرراتها الإيديولوجية بسقوطها لدى راعيها الرئيسي وهو الجزائر، وتزايد عدد العائدين إلى أرض الوطن، مما شكل نزيفا كبيرا للجبهة أفرغها من محتواها، هذا علاوة على التراجع الكبير في الدعم الذي كان يقدم لها في الماضي، والذي جعلها تتحول إلى استغلال الإعانات التي تقدم لسكان المخيمات لإبقاء نفسها على قيد الحياة، كل هذه العوامل وغيرها تداخلت لكي تجعل من جبهة البوليساريو خزانا للتجنيد ضمن شبكة تنظيم القاعدة.