فجر زكي السملالي الكاتب العام للرجاء الرياضي ما يشبه القنبلة، وهو يطلب من رئيس فريق الرجاء عبد الله غلام في مراسلة رسمية، إدراج نقطة في جدول أعمال المكتب المسير بخصوص تورط أحد أعضاء الفريق في دفع بعض اللاعبين إلى التهاون في المباريات. عزز السملالي طلبه بمحضر استماع وما اعتبره دليلا على التلاعب في نتائج الفريق، ومؤامرة كادت أن تدفع بالفريق إلى القسم الثاني. قنبلة السملالي أحدثت دويا كبيرا، إلا أن غلام سيفجر بدوره قنبلة أكبر عندما رفض تشكيل اللجنة، علما أن المضي في هذا الاتجاه كان من شأنه كشف الكثير من الحقائق. وأولها: إذا ما كانت اتهامات السملالي صحيحة، وثانيها مدى تورط العضو الذي لم يكشف عن اسمه في التلاعب في نتائج الفريق، علما أن عددا من اللاعبين كانوا يتحدثون عن اتصالات أجريت معهم من أجل التهاون في المباريات، وإغراق مركب الفريق الذي كان يقوده عبد الحميد الصويري وقتها. وثالثها: لماذا دخل هذا العضو في مؤامرة ضد فريقه، إن صحت الاتهامات، ومن هم الأشخاص الذين كانوا يحركون خيوط اللعبة، في وقت كان فيه الفريق في الطريق إلى القسم الثاني، ولماذا لم يفتح هذا الملف قبل هذا الوقت؟ وللأسف فغلام تعامل مع طلب السملالي بنفس المنطق الذي يتعامل به كثير من المسؤولين المغاربة، إنه منطق الصمت وقضاء الأمور بتركها بدل تتبع خيوط الحقيقة ومعرفتها. فما الذي يدفع غلام الذي لا يتردد في الحديث باستمرار عن ضرورة التعامل بشفافية في تسيير الرجاء، وفي تطبيق الديمقراطية، إلى أن يدير ظهره لطلب السملالي، هل هو موعد الجمع العام ورغبته في أن يحافظ على مجموعته التي لا اتتردد في المصادقة على قراراته، أم هو الخوف من الاصطدام بحقيقة التلاعب؟ إن الرجاء ليست ملكا لغلام وحده حتى يسعى إلى وأد الحقيقة، وإلى وضع نقطة نهاية لقنبلة ستكون تداعياتها كبيرة. الرجاء فريق كبير بألقابه وبجمهوره العريض، ومن حق هذا الجمهور أن يعرف من هم الأشخاص الذين سمحوا لأنفسهم بالتلاعب في نتائجه وفي دفعه إلى الهاوية. هذا هو المطلوب يا سيد غلام، لأن الصمت وجبر الخواطر وحسابات الجموع العامة هي التي خربت الكرة المغربية بشكل عام، وهي التي أبعدت الرجاء عن الألقاب في الفترة الأخيرة.