ماذا لو اكتشفت فجأة بأن حسابك البنكي، الذي أغلقته منذ مدة، لا يزال مفتوحا، وأن البنك يطالبك بأداء ما بذمتك من مديونية بسببه؟ قد لا يصدق البعض أن ذلك ممكن الحدوث. لكن ذلك وقع فعلا للدكتور نبيل، أخصائي أمراض الأطفال و الرضع. بالنسبة إليه، ما قام به البنك لا يمكن تفسيره سوى بأنه «نصب واحتيال» ولا شيء آخر. إذ لا يمكن أن تقوم بكل الإجراءات القانونية لإغلاق حسابك، ثم تجده بعد ذلك غير مغلق. لم يكن الدكتور نبيل مجرد زبون عادي في الوكالة البنكية التي تقع قرب عيادته. إذ فتح حسابه البنكي بها قبل عشرين عاما. كما أن معاملاته البنكية كانت كثيرة بحكم طبيعة عمله. كانت الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة إليه نتيجة الخدمات الجيدة التي كانت تقدمها الوكالة البنكية. لكن بمجرد ما تم بيعها لبنك آخر حتى بدأ يلاحظ تغيرا في المعاملات والخدمات البنكية المقدمة، التي صارت سيئة. تقدم الدكتور بأكثر من شكاية إلى مدير الوكالة الجديد. لكن لا شيء تغير. وفي النهاية لم يجد بدا من تغيير الوجهة وفتح حساب جديد بوكالة بنكية أخرى كانت قريبة من عيادته وخدماتها جيدة. وقبل أن يقوم بذلك وضع طلبا كتابيا لدى الوكالة وقام بكل الإجراءات المطلوبة لإغلاق حسابه. كما أوضح لمدير الوكالة بأنه يرفض أن يبقى زبونا للبنك و أن يترك حسابه به. «لكن رغم كل شيء ما زالوا يرسلون إلي كشوفاتي البنكية، التي تتضمن المبالغ التي أصبحت مدينا بها للبنك «يقول الدكتور نبيل، قبل أن يضيف «اليوم صارت مديونيتي تتجاوز مبلغ 250 درهما. مبلغ، رغم هزالته بالنسبة إلى الدكتور نبيل، قد يتضخم مع مرور الوقت، لكنه لا يعبأ بذلك و يصر على عدم الأداء، لأنه يرفض ببساطة «أداء ثمن هذا النصب و الاحتيال»، كما يقول.