يعتبر مسجد دوار «تمزكدا الجمعة» بتتنكرت بإفران الأطلس الصغير بسوس أقدم مسجد بالمنطقة، وكان المسجد الوحيد الذي تصلى فيه صلاة الجمعة في عهود سابقة، لدرجة أصبحت تسمى القرية قرية الجمعة، وكانت القرية بمسجدها تشكل مركز الشرفاء الأدارسة. ولعب المسجد، الذي يجهل تاريخ تأسيسه، غير أن هناك من يقول إنه شيد في القرن الثامن الهجري، دورا هاما وحاسما في تأطير الشباب الإفراني خاصة الشيخ أبو القاسم بن علي الإفراني الذي اعتنى بالمسجد وواصل بعده المسيرة محمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن بلقاسم بن علي على سائرا على نهج جده. ويعتبر المسجد معلمة تاريخية تخرجت منه مختلف الأجيال عبر الزمن، وإضافة إلى بناية المسجد الكبير الذي كان يمثل مصلى ومدرسة، توجد بداخله الزاوية التيجانية التي يقصدها تابعو هذه الطريقة مساء كل يوم جمعة، وهي مفتوحة في وجه زوارها إلا أن المسجد لم يعد تقام فيه صلاة الجمعة وأصبحت تصلى فيه الصلوات الخمس فقط، حسب ما جاء في كتاب :«كشف خبايا وأسرار الجنوب في ظل التسلط الإقطاعي المتستر» لمؤلفه مولاي محمد أمنون. وإلى جانب هذا المسجد هناك مدرسة أمسرة التي توجد ب«تازروت» كانت بدايتها ب«تاكجوفت أفولوس»، أي نخلة الديك، ويرجع تاريخها إلى ما قبل 1040 هجرية وحدد تاريخ بنائها على وقف عليه رسم عقاري مؤرخ في نفس السنة المذكورة. ومن المساجد التاريخية بمنطقة إفران المسجد الموجود بمنطقة «أغبالو» الذي يعود تاريخه إلى العهد الموحدي. ولعب المرابطون دورا مهما في إقامة المساجد والأضرحة والدواوير خاصة في مناطق نزول القوافل التجارية التي عمل المرابطون على ترويجها بإفران وخاصة بمدينة «تازيتونت» القديمة والتي ما زالت تحتفظ بمسجدها العتيق «تازيتونت». وخلال فترة من الزمن عرفت المدارس العتيقة ومن بينها مدرسة «تكرت» بإفران» الجمود، مثلها مثل باقي المدارس العتيقة خاصة بعدما التحق عدد من أساتذتها بالمعهد الإسلامي للتدريس مثل الطاهر الإفراني وابنه محمد بن طاهر والعلامة المختار السوسي وأحمد بن المحفوظ الادوزي وأحمد الزيتوني ومحمد بن أحمد الإليغي وعمر المتوكل الساحلي وغيرهم، حسب المصدر نفسه. وكثير من الطلبة انصرفوا إلى المعهد للدراسة ومنهم طلبة مدرسة تنكرت، فلحق المدرسة الإهمال مثل سائر المدارس وهي الحالة التي وصفها العلامة المختار السوسي بقوله «أقفلت أبواب الدراسة الجدية ولا يرابط الأساتذة اليوم غالبا في المدارس ولا الطلبة الذين معهم إلا للمعاش فقط، وقد يمضي أسبوع فشهر من غير معاطاة دروس إلا عند أناس منهم.. في الخمسة عشرة مدرسة التي لا تزال تذكر». يذكر أن إفران الأطلس الصغير يوجد بالساحل الأطلسي بسوس جنوب المغرب وتمتد حدودها الساحلية إلى مصب واد إفران الكبير الذي يصب في منطقة «أسك ند علي أعمر» المحيط الأطلسي. كما جاء في كتاب «كشف خبايا وأسرار الجنوب». وتحد منطقة إفران شمالا جماعة تيغرت يإقليم تيزنيت غربا وجماعة آيت الرخاء بإقليم تزنيت شرقا، وجنوبا جماعة تيمولاي قيادة إفران. وتتألف إفران من خمس مجموعات سكنية وهي تانكرت والربع الوسطى وإداو شقرا وامسرا والمركز بالإضافة إلى تيمولاي أوفلا، وثرية مولاي إزدار التي تسمى تيمولاي إفران، كما ذكر مولاي محمد أمنون في كتابه.