بالرغم من التهديدات بالمتابعة والاعتقال التي تلقاها يوم أمس، حسب مصادر من عين المكان، عدد من التجار والمهنيين بسيدي إفني إثر شيوع خبر الدخول في إضراب جديد تضامنا مع معتقلي الأحداث الدامية بالمدينة، خرج مئات من المتظاهرين بحي بولعلام في وقفة حاشدة قدرت مصادرنا عدد المشاركين فيها بأزيد من 1500 متظاهر. وأفادت المصادر ذاتها، بأن عناصر القوات المساعدة حاصرت المحتجين وطلبت منهم رفع الاحتجاج وعدم تنظيم مسيرة بالمدينة، تفاديا لأية انفلاتات محتملة، بعد الغليان الناتج عن استمرار اعتقال عدد من أبناء إفني آيت باعمران بالسجن المحلي لإنزكان، ومتابعة الحقوقي إبراهيم سبع الليل في حالة اعتقال بالرباط. وقد رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بتفادي المعالجة الأمنية في تدبير الشأن الاجتماعي المتأجج بالمدينة، وطالبوا بإطلاق سراح القيادات المحلية المعتقلة، وحملوا السلطات بمختلف تلاوينها مسؤولية ما قد يترتب عن اعتقالهم من آثار سلبية على صحتهم العامة. وقال مصدر من السكرتارية المحلية إن المتظاهرين قرروا رفع الاحتجاج بعد ظهور بوادر أكيدة بحدوث تدخل أمني جراء استمرار التظاهر، وهو ما أدى بهم إلى إعلان نهاية الوقفة الاحتجاجية بعد ساعة من تنفيذها، حفاظا على تماسك الأهالي وتفاديا لحدوث اشتباكات، وتفويتا لفرصة التدخل المباشر للقوات الراغبة –حسب المصدر- في عودة الاحتقان بالمدينة لتصول وتجول وتعتقل من تريد في أي وقت تريد. وأكد المصدر قرار مواصلة الاحتجاج بالمدينة حتى إطلاق المعتقلين دون استثناء، وذلك رغم شيوع أنباء شبه مؤكدة عن رغبة السلطات الأمنية في مواصلة مسلسل الاعتقال في حق أفراد آخرين يوجدون على رأس لائحة المطلوبين لديها، وأضاف المصدر أن أغلب الشباب بالمدينة اتخذوا احتياطاتهم واختبأوا في أماكن مجهولة تفاديا للأسوأ، بعد الشلل الذي أصاب الحركة التجارية بالمدينة وأدى إلى إقفال جماعي للمحلات التجارية رغم عدم تبني أية جهة الدعوة إلى الإضراب العام. وفي موضوع ذي صلة، استنكر فاعلون جمعويون من سيدي إفني المعاملة التي خصهم بها الصحفي «جامع كولحسن» الذي دعاهم لبرنامج «مباشرة معكم» في القناة الثانية، والذي كان من المفترض تخصيصه لأحداث إفني آيت باعمران، حيث التحق المدعوون من المدينة بمقر القناة، وحاولوا الاتصال بمعد البرنامج دون جدوى، وفي هذا السياق قال (ح.ط) أحد المدعوين للبرنامج، إن «مدير البرنامج اتصل ببعض الفاعلين الجمعويين وأحد المتضررين من التدخل الأمني وطلب منهم الحضور شخصيا إلى البيضاء في مائدة النقاش، وبعد وصولنا إلى عين المكان في الوقت المحدد يقينا ننتظر لأزيد من ساعة حضور جامع كولحسن، دون جدوى، قبل أن تخبرنا المستقبلة بإلغاء البرنامج»، وأضاف المتحدث أن «مشاعرنا اهتزت، ونزل علينا خبر الإغاء كالصاعقة لأننا تحملنا مشاق السفر وقطعنا مسافة تقدر بأزيد من 1300 كلم دون أن تكلف القناة نفسها عناء الاعتذار لنا عما لحقنا من جراء ذلك»، وأضاف المتحدث أن «المدعوين يطالبون مدير برنامج مباشرة معكم -حسب تعبيره- بالتعويض المادي عن الأعباء المالية التي تجشموها بسبب الإلغاء المفاجئ».