مباشرة بعد انتشار خبر اعتقال أربعة مناضلين من جمعية «أطاك المغرب» بسيدي إفني، إثر اقتحام عشرات القوات فجر أول أمس الأربعاء للمنزل رقم 127 بتجزئة «المنطلق»، كان يتواجد به الموقوفون لحظة الاقتحام، خرج ما يقرب من 300 متظاهر في مسيرة احتجاجية جابت حي بولعلام والأزقة المجاورة له ورددت شعارات منددة بما سمته ب«اختطاف» المناضلين الأربعة: إبراهيم بارا، إبراهيم بوماح، بشرى خالد، حسن المومني. وأفادت مصادر من عين المكان، بأن السلطات الأمنية أطلقت مساء نفس اليوم سراح ثلاثة منهم بعد تحقيق دام أزيد من 8 ساعات، وأبقت على الكاتب العام لجمعية «أطاك المغرب» بإفني، الذي تعتبره السلطات ثاني أهم معتقل بعد رئيس السكرتارية المحلية، حيث تصنفه ضمن خانة «الخطر»، وتتهمه بتزعم الاعتصام المنفذ أمام الميناء. وكانت الأجهزة الأمنية قد استعانت بخدمات مخبرين سريين في تحديد مكان اختباء «إبراهيم بارا» وزملائه، واعتقالهم بعد عودتهم الطوعية من الجبال التي اختبؤوا فيها منذ صبيحة ما بات يعرف ب«السبت الأسود»، وذلك بعد أن كانت تجهل مكان اختبائه بالجبال رغم الضغوطات الكثيرة التي مورست على بعض أفراد عائلته. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر مقربة من المسؤول المحلي لجمعية «أطاك» الموجود حاليا رهن الاعتقال، فإنه كان ينوي تسليم نفسه للسلطات الأمنية يوم الأحد المقبل، بوساطة من الهيئات الحقوقية والمدنية والسياسية التي ستشارك في المسيرة الشعبية المرتقبة بالمدينة. إلى ذلك، قال عدد من سكان إفني في تصريحات متفرقة ومتطابقة، إن السلطات خالفت الوعد الذي قطعته على نفسها مع لجنة الحوار، بعدم متابعة الفارين أثناء عودتهم من منفاهم الاضطراري، لكن ما حدث البارحة -يقول المتحدثون- أدى ببقية الفارين إلى التراجع عن العودة، مؤكدين مواصلتهم لقرار الفرار الفردي والجماعي إلى حين إسقاط المتابعات الأمنية في حقهم بشكل علني وواضح. وفي موضوع ذي صلة، أكد مصدر قضائي أن جلسة التحقيق التفصيلي المقررة في حق أربعة متهمين مازالوا رهن الاعتقال بسجن إنزكان، لم تحدد بعد، وأضاف، في حديث خاص ب«المساء»، أن تمتيع 7 متهمين بالسراح المؤقت مؤشر إيجابي على رغبة السلطات الأمنية والقضائية في طي الملف في أسرع وقت، بشكل مشرف ودون إعمال منطق الغالب والمغلوب. من جهة أخرى، قال السكان إنهم سيعلنون في الأيام القليلة المقبلة قرار مقاطعة الاحتفالات الرسمية المزمع تنظيمها يوم 30 يونيو الجاري بمناسبة عودة إفني إلى حظيرة الوطن، كما سيعلنون يوم الاحتفال يوما للغضب الشعبي بالمدينة.