كشفت نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة، التي جرت الثلاثاء الماضي لملء خمسة مقاعد شاغرة بمجلس المستشارين، عن عدم انضباط واضح في صفوف مجموعة من أعضاء حزب العدالة والتنمية على صعيد جهة طنجة تطوان، إذ فقد الحزب ما يزيد عن 60 صوتا موزعا بين بعض الأقاليم كالعرائش وشفشاون وتطوان، فضلا عن أصوات أخرى فقدت بالعالم القروي. وحسب معطيات رسمية حصلت عليها «المساء»، فإن الحزب يتوفر على صعيد الجهة ما يقارب 250 ناخبا، في حين لم يحصل إلا على 180 صوتا، وهو عدد غير كاف من أجل الظفر بالمقعد البرلماني، وكان بإمكان لائحة «المصباح» أن تفوز بالمقعد في حالة ما صوت نصف العدد المفقود، أي ثلاثين صوتا، لأن مرشح التقدم والاشتراكية، أحمد الديبوني الذي فاز بالمقعد الخامس، لم يحصل سوى على 226 صوتا. وفي إقليمتطوان مثلا يتوفر الحزب على 57 ناخبا لم يصوت منها سوى 40 صوتا، أما في إقليمالعرائش الذي يضم القصر الكبير، فيتوفر الحزب على 65 عضوا لم يصوت منهم إلا 48 فقط، أما إقليم شفشاون الذي يشهد أكبر كتلة ناخبة، فإن نتائج الانتخابات أعطت للائحة «المصباح» 23 صوتا، في حين أن الحزب يتوفر على 53 ناخبا. وشكلت عمالة طنجة أصيلة الاستثناء عندما حافظت على مرشيحها الذين يقدر عددهم ب33 ناخبا، إلا أن النتائج أفرزت صوتا واحدا إضافيا اختار أن يصوت على لائحة «المصباح» بمدينة طنجة. وهناك حديث يروج داخل أوساط الحزب يفيد بأن اللائحة فقدت صوتا واحدا، رغم أنها حصلت على أصواتها الأصلية، ومازال البحث جاريا عن الشخص الذي لم يصوت لصالح الحزب، ذلك أن مستشارين خارج العدالة والتنمية منحا صوتيهما للائحة «المصباح»، وبالتالي يبقى صوت مفقود مازال البحث عنه جاريا. كما فقد الحزب 6 أصوات بعمالة فحص أنجرة، إذ لم تحصل لائحته إلا على صوتين من أصل 9 أصوات، هم أعضاء بحزب العدالة والتنمية. وشكك مرشح «المصباح» ناصر اللنجري في هذه المعطيات، مؤكدا أنه يتوفر على معطيات أخرى، تفيد أن الحزب حصل تقريبا على جميع أصواته. وعاد ناصر اللنجري ليعترف، في تصريح ل «المساء»، بوجود ما وصفه ب«تساقطات قليلة» في صفوف بعض الأعضاء خاصة بالعام القروي. وحول ما إذا تم شراء أعضاء الحزب من قبل مرشحين آخرين صرح اللنجري قائلا: «لا يمكن أن نؤكد هذا الأمر حاليا لأنه ليست لدينا معطيات تفيد بذلك، ولكن سنقوم بالبحث والتقصي في هذا الموضوع». واتهم اللنجري المرشحين باستعمال المال في هذه الانتخابات. وأضاف أن «الانتخابات أصبحت بورصة لاستعمال الأموال وجميع المرشحين استعملوا المال بشكل قوي حتى تمكنوا من النجاح». وحدثت هذه «التساقطات»، وفق تعبير اللنجري، في وقت يسير الحزب أغلبية الجماعات بالجهة، وكان من المفروض أن يتحرك رؤساء هذه الجماعات من أجل ضبط منتخبيهم، سواء كانوا في القرى أو في المدن، لتفادي الحصول على هذه النتائج. بالمقابل، وصفت مصادر مطلعة النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية بالمتواضعة وغير المنتظرة، خصوصا أن الحزب يحصل على المراتب الأولى في جميع الاستحقاقات الانتخابية. ومن المرتقب أن تجتمع الكتابة الجهوية للحزب في الأيام القليلة المقبلة من أجل تقييم النتائج التي حصل عليها الحزب في هذه الانتخابات، التي فقد فيها المقعد البرلماني، وأيضا من أجل معرفة أسباب ضياع عدد كبير من الأصوات داخل الجهة.