استؤنفت مساء أمس الخميس بساحة مسجد الراضي وسط مدينة ابن جرير, فعاليات ليالي الرحامنة الرمضانية, بتقديم باقة منتقات من بديع المديح والسماع حملت معها إشراقات الصفاء الروحاني الذي يخيم على فقرات برنامج هذه الفعاليات التي تختتم غدا السبت. وتضمن برنامج هذه الليلة الصوفية أذكار دينية وأمداح نبوية أدتها المجموعة الجزولية (نسبة الى الزاوية الجزولية بمراكش), حيث لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور الذي حج بكثافة لمشاهدة فقرات هذه الليلة الرمضانية. وسيكون لساكنة إقليم الرحامنة وحاضرتها ابن جرير, على وجه الخصوص, خلال الليلتين المواليتين, موعد مع مجموعتي " الكسكاس " من الأقاليم الصحراوية ومجموعة "الذاكرين" برئاسة التهامي الحراق, المشهود لهما بالتميز في فن السماع والمديح واللتان تلتقيان في العمل على إبراز الفن الصوفي كتراث إسلامي متوارث بين الأجيال في المغرب. يذكر أنه رغم الاختلاف العائد الى خصوصية وبيئة المجموعات المشاركة في هذا الموعد الثقافي, فإن مجموعة سعد التمسماني من طنجة وفتيات الجعيدات من منطقة الرحامنة ومجموعة أرحوم من شفشاون, التي أحيت الأمسيات الثلاث الأولى من هذا الملتقى, وجدت نفس التجاوب لدى الجمهور الذي عبر عن تجاوبه الكبير معها من خلال الحضور بكثافة والتصفيق بحرارة لهذه المجموعات المعروفة على الصعيدين المحلي والوطني. من جهة أخرى, أقامت مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة, التي تنظم هذه الليالي الرمضانية بتنسيق مع عمالة الإقليم والجماعة الحضرية لمدينة ابن جرير, إفطارا جماعيا مفتوحا بنادي المسبح البلدي حضره عمال مجموعة من الأوراش التنموية الكبرى بالمدينة. وشكل هذا الافطار الجماعي مناسبة للتواصل مع عدد من رؤساء المصالح الإقليمية, وقدمت خلاله مجموعة من الأفكار والمقترحات بخصوص القضايا التي تهم الفئات الاجتماعية التي دعيت لهذا الإفطار. وفي هذا السياق, أكد السيد طارق العلام عن اللجنة التنظيمية لليالي الرحامنة الرمضانية, أن مؤسسة الرحامنة تهدف من وراء هذه التظاهرة إلى خلق قنوات تواصلية قارة ودائمة مع السكان, ونهج سياسة القرب حتى تظل تقليدا مؤسساتيا راسخا يواكب قضايا وانشغالات كل الفئات الاجتماعية بالمنطقة. وأوضح السيد العلام, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن ليالي رمضان تندرج في إطار الأعمال التي تقوم بها المؤسسة لتحقيق الأهداف التي رسمتها على مستوى المشاريع التنموية التي تشمل كل الميادين الدينية منها والدنيوية وذلك بفضل انخراط الجميع من مسؤولين محليين ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين وشركاء من القطاعين العام والخاص.