ووري يوم أول أمس جثمان الفنانة عائشة مناف بمقبرة ولاد موسى بمدينة الجديدة، مباشرة بعد أذان المغرب، وكانت في وداعها الأخير أسرتها الصغيرة والكبيرة من فنانين وممثلين وعلى رأسهم كمال كاضمي ومحمد بن ابراهيم ونزهة بدر وحنان الابراهيمي وسعيد طنور وهشام بهلول والمسرحي شاكر عبد المجيد، وغيرهم من الفنانين وخاصة الأسماء التي عايشت مناف في مسلسلات «تيغالين» و»رمانة وبرطال» و»حديدان»... وفي مدخل مدينة الجديدة، ظل جمهور حاشد إلى جانب السلطات الإقليمية بمختلف أجهزتها، ينتظر موكب الجنازة التي كانت قادمة من الدارالبيضاء، ليرافقها في جو مهيب نحو مثواها الأخير. وتوفيت عائشة مناف عن عمر ناهز ال38 عاما، بعد معاناة مريرة مع داء السرطان، الذي فتك بجسدها ملحقا ضررا كبيرا بالأوعية والأعصاب العميقة والعضلات إلى جانب عظم الفخذ، وقد تلقت الراحلة التي اشتهرت بدور «خميسة بنت حديدان» في سلسلة «حديدان» الذي تبثه القناة المغربية الثانية، العلاج بشكل متأخر بسبب ضعف أحوال أسرتها المادية، كما أنها لم تكن تتوفر على مصاريف دخول المستشفى حين اكتشفت هذا المرض الخبيث. وبعد أن تناقلت الصحافة الوطنية أخبارها، وسارع أصدقاؤها ومحبوها إلى تنظيم حملة تبرع من خلال الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، التي سبقها إحياء حفل فني تضامني عاد ريعه لفائدة الفنانة وذلك بتقديم عرضين مسرحيين لكل من فرقة مسرح أبعاد وفرقة اللواء، بادر الملك محمد السادس برعاية مناف الصحية والعلاجية، لتقضي مدة طويلة في بعض المصحات الخاصة، كانت تخضع خلالها لحصص كيماوية شبه أسبوعية. كمال كاضمي، ومن خلال التجربة التي جمعته بالراحلة في مسلسل «حديدان» الذي جسد دور بطولته فيما لعبت عائشة «خميسة» ابنة حديدان، يقول في تصريح ل «المساء»، إن مناف كانت قيد حياتها تتميز بحساسيتها العاطفية والإنسانية الفائقة، وبأنها كانت سريعة البكاء وسريعة الضحك، وتبحث عن لحظات الفرح والمرح في أي لحظة، مع أنها كانت جدية وصارمة في عملها، وبأنها ظلت تعاني أثناء التصوير وتتألم، ونقوم بمساندتها ودعمها، ولم نكن نظن أن المرض الخبيث تربص بها وفعل فيها فعله، إلا بعد أن تفاجأنا بالخبر بعد أن خضعت للتشخيص، مضيفا أنها كانت مؤمنة وقوية وتقبلت المرض بصدر رحب، بل هي من كانت ترفع من معنوياتنا حين نقوم بزيارتها أو نتصل بها للإطمئنان على صحتها، لكن المرض لم يمهلها وظل ينتشر إلى أن فارقت الحياة.