قضى معتمرون مغاربة بمكةالمكرمة بالديار السعودية 14 ساعة داخل حافلات نقلتهم من المدينة إلى مكةالمكرمة بعد أن تخلت عنهم وكالة الأسفار التي نقلتهم، والتي يوجد مقرها ببني ملال، حيث لم تكن قد حجزت بعد فنادق تستقبلهم. وكانت الساعات التي قضاها المعتمرون داخل الحافلات، والتي تناولوا بداخلها وجبة إفطارهم، بغرض البحث عن فنادق تستقبلهم، وعددهم أربعون شخصا، حسب تصريح بعض ضحايا هذه الوكالة، حيث ظلت تجول في شوارع مكة لتأمين نزل لهم. ومنع المعتمرون أنفسهم من الدخول إلى الفندق الذي تم تأمينه لهم، ليلة الأحد الاثنين الماضيين، لأن وكالتهم لم تؤد أتعاب الفندق كاملة. كما رفضت الإدارة نفسها تسليم المعتمرين أغراضهم الشخصية بما فيها النقود لتدبر أمر المبيت بفنادق أخرى، حيث أجبروا على قضاء جزء من الليلة نفسها في الشارع بعد أن منعتهم إدارة الفندق الذي تم تأمينه لهم من دخوله. يقول أحد المعتمرين: «بقينا في الخلاء حتى نصاصات الليل، وسدوا لينا على حوايجنا وفلوسنا. هذ الشي راه منكر». وأكد بعض المتضررين بأن الوكالة أدت الأتعاب على دفعتين، وفق ما تم تأكيده لهم. الدفعة الأولى تسلمها الفندق، بينما لم تتم تأدية الثانية، وهو ما جعل الفندق يمنع المعتمرين من الدخول إليه عقب عودتهم من أداء صلاة التراويح، في حدود الحادية عشرة ليلا. وأضافت المصادر نفسها أن المعتمرين، الذين نقلتهم هذه الوكالة وعددهم يزيد عن 250 شخصا، تقدموا بشكاية ضد صاحبها بعد أن فوجئوا بأن جميع الوعود التي قدمت لهم لا تمت للواقع بصلة، أولها أن الفندق يبعد عن الحرم وهو ما كبدهم عناء كبيرا في أداء مناسكهم بالمدينة، غير أنهم تجاوزوا الأمر في البداية على اعتبار أن استقرارهم في المدينة لن يتعدى خمسة أيام، إلى أن فوجئوا مرة أخرى بأن الفندق الذي سينزلون به في مكة هو الآخر بعيد عن الحرم بمسافة تزيد عن كيلومتر ونصف، وهي مسافة يستحيل معها على المعتمرين أداء مناسكهم بالشكل الذي كانوا يرغبون فيه، وفق تصريحات بعضهم. كما يوجد هناك معتمرون تبعد إقامتهم عن الحرم بأزيد من كيلومترين. ووصف أحد المعتمرين إقامتهم بمكة ب«تازمامارت» لانعدام شروط الإقامة، مضيفا أن هناك أن بعض وكالات السفر تشكل «لوبيات» هدفها مراكمة الأموال دون اعتبار الجانب الروحي والنفسي للمعتمرين، وأن هذا يتأكد مع إخلال هذه الوكالات بكل الوعود التي يتم تقديمها في المغرب لزبنائها، وأقلها توفير إقامة جيدة، حيث إن لائحة الفنادق التي أكدت الوكالة أن المعتمرين سينزلون بها «تبخرت» وحلت محلها لائحة فنادق أخرى تبعد عن الحرم كثيرا، وأعاقت أداء المناسك بالنسبة إلى المعتمرين.