سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفويت مشاريعَ بسبع مائة مليون يُحْدث «زلزالا» في محطة العيون.. أربعة رؤساء أقسام يقدمون استقالاتهم احتجاجا على التسيير وأسماء «أقارب» مدير الإنتاج ترِد في لائحة المستفيدين!..
بعد سنوات من «التوافق» والعمل المشترك بين المدير العام للقناة الجهوية للعيون، محمد الأغضف، وزين العابدين شرف الدين، مدير الإنتاج في القناة، ظهرت «تصدُّعات» خطيرة في القناة الجهوية للعيون وفاحت رائحة «الملفات» الصعبة التي ارتبطت بصيغ الإنتاج واختيار المنتجين في القناة. فبشكل كان منتظرا، بالنظر إلى تشنج العلاقة بين الطرفين، تقدَّم أربعة رؤساء أقسام في «قناة العيون» الجهوية بطلب إلى الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، من أجل إعفائهم من المسؤوليات التي يتحملونها. وقد علل هؤلاء طلب الإعفاء هذا، بما ما وصفوه باستنفاد جميع الطرق السلمية للحوار مع مدير القناة، محمد لغضف الداه، وبغياب الشروط الصحية للعمل، حسب قول المستقيلين أنفسهم، في الوقت الذي اعتبر لغضف الخطوةَ «تحريضية» وكشف أن الأمر يتعلق بترشيد النفقات وسير تفويت أعمال لشركات معينة والحد من حالة التسيُّب في منح المشاريع للشركات... في هذا السياق، قدَّم كل من زين الدين شرف الدين، رئيس قسم الإنتاج وسعيد الزعواطي، رئيس قسم الأخبار ومولود زهير، رئيس قسم البث والبرمجة، ومحمد الليه، رئيس القسم التقني، طلباً للرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يشرحون فيه، كلٌّ على حدة، الأسبابَ التي جعلت المستقيل من مسؤولياته يُقْدم على خطوة وصفها المتتبعون للشأن الإعلامي في المدينة بأنها غير مدروسة وسيكون لها وقع خطير على سير القناة، وعلى الرسالة التي من المرفوض أن تُقدِّمها القناة. وفي موضوع ذي صلة، علمت «المساء» من مصادرها، أن رؤساء الأقسام المستقيلين تم استقبالهم من طرف والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، محمد جلموس، لمعرفة دوافع إقدامهم على هذه الخطوة. يُذكَر أن العصيان ضد إدارة القناة، بدأه أصحاب شركات الإنتاج الذين يتهمون الإدارة بإقصائهم من توزيع البرامج قبيل شهر رمضان الجاري، حيث وجهت -أسبوعا قبل شهر رمضان- التنسيقيةُ المحلية للمنتجين الصحراويين رسالة إلى كل من وزير الاتصال والمدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ووالي ولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء، يحتجون فيها على طريقة تعامل إدارة قناة العيون الجهوية مع شركاتهم، كما سارع فنانو مدينة العيون إلى جمع التوقيعات على عريضة تتهم إدارة القناة الجهوية بإقصائهم من برامج رمضان والاكتفاء بفنانين قادمين من القُطْر الموريتاني الشقيق. من جهة أخرى، ذكر مصدر مسؤول أن تقديم أربعة مسؤولين استقالتَهم لا يمكن عزله على «صراع» طفا إلى السطح بين لغضف وشرف الدين.. وتعود أصول الحكاية إلى سفر لغضف إلى أمريكا، ليجد بعد عودته من هناك أن مديرية الإنتاج صرفت مبلغ 7 ملايين درهم للإنتاجات في فترة غيابه، وهو المبلغ الذي اعتبره المسؤول «خياليا». والأكثر من ذلك، أن محمد الأغضف اطَّلع على الملفات ووجد أن شركات بعينها استفادت من عملية توزيع الصفقات، وأضاف أن المديرية المركزية للإنتاج تساءلت حول ورود أسماء هذه الشركات، ويتعلق الأمر بشركة «ماد فيزيون»، التي تحمل أوراقها اسم شخص يدعى «إدير»، وهو مستخدَم سابق في محل نظارات توفيق شرف الدين، أخ زين العابدين شرف الدين، مدير الإنتاج.. كما ورد في لائحة المستفيدين من برامج القناة اسم شركة «إس إم إس بروديكسيون»، وهي شركة زوج أخت مدير الإنتاج، كما ورد في التقرير الذي بعث به لغضف للرئيس اسم شركة بيضاوية «فورست بولي برودكسيون» تملكها أسماء كرميشي صُنِّفت من بين الشركات «المقرَّبة» من زين العابدين شرف الدين. وذكر المصدر أن محمد الأغضف أعطى تعليماته، بعد اكتشاف مبلغ الإنتاج (7 ملايين) بالتحفظ على 5 مليون درهم المتبقية والحيلولة دون التصرف فيها، إلى حين البت في مصير السبعة الأخرى ومعرفة مدى احترام المساطر الإدارية ومدى غياب المحسوبية في تقديم المشاريع، بالنظر إلى ورود شركات وصفها المصدر ب«المقرَّبة» من مدير الإنتاج. وتحدثت مصادر، دون أن يتأكد ذلك، عن مبلغ 20 مليون سنتيم قُدم لمنتمين إلى المحطة من جهات داخلية وخارجية، ل«الضغط» على لغضف قد تصل إلى حد تقديم الاستقالة. وتحدثت مصادر عن دخول منتج خارجي في عملية الضغط، على الرغم من أنه كان أولَ من تسلّم مبلغ 12 مليونا سنتيما مقابل الحلقة وحصل على شهادة الكفاءة من المدير للحصول على ضمانة الأبناك، قبل أن «تتوتر» العلاقة بينهما. وفي الإطار ذاته، علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن محمد الأغضف راسل فيصل العرايشي، رئيس القطب العمومي، حول الموضوع. وأكدت المصادر أن هناك اتجاها قويا نحو قبول الاستقالة، بالنظر إلى ما شاب عمليات الإنتاج من مشاكل، دون أن يُفصح المصدر عما إذا كانت المسطرة القانونية والقضائية ستُفعَّل، في حالة ما إذا ثبت أن بعض الشركات التي استفادت من الملايين لها علاقة فعلية بمدير الإنتاج، زين العابدين شرف الدين، إلا أن ملفات ستُبعَث إلى الرباط، لتعزيز واقع الإنتاج، في انتظار أن يُكشَف ما يزال «خفيّا» من أسرار في ملف الإنتاج والصراع غير المُعلَن بين الطرفين... في انتظار أن يخرج زين الدين عما في جعبته من أسرار مشتركة.