فيما دعا المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان جميعَ المؤسسات الوطنية والدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان إلى بذل جهود من أجل ضمان عودة المسؤول الأمني في جهاز أمن جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، سالما إلى تندوف، وجّه الجهاز الأمني الجزائري انتقادا شديد اللهجة ل»المسؤولين الأمنيين» في جبهة البوليساريو، بسبب «الانحرافات التي تقع في مخيمات تندوف»، ومن بينها تركُ ولد سيدي مولود يغادر المخيمات في اتجاه المغرب وعدم تمكُّنهم من وقف عمليات الفرار الجماعية من تلك المخيمات إلى الوطن الأم. ودعا المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، في بلاغ أصدره أول أمس الثلاثاء ونشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، المنظمات الحقوقيةَ الدولية والوطنية وحتى اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان الجزائرية، إلى ضمان عودة مصطفى ولد سيدي مولود إلى أهلة المقيمين في تندوف وضمان حريته في التعبير عن آرائه. وورد في البلاغ ذاته أن المجلس توصل برسالة من مصطفى سلمى ولد سيدي مولود يُعبِّر فيها عن اعتقاده بأنه ليس «بمنأى عن رد فعل يمكن أن يصدر عن قيادة «البوليساريو» حينما يعود إلى أسرته في مخيمات تندوف»، على ضرورة أن تأخذ هذه المؤسسات بكل جدية احتمالَ تعرض المعني بالأمر لأي رد فعل من طرف قيادة «البوليساريو» ومَن وراءها، «خاصة وأن حالة حقوق الإنسان متدهورة في المخيمات، بل إن وضعية هذه الأخيرة غير قانونية، من وجهة نظر القانون الإنساني الدولي». يشار إلى أن التصريحات التي عبر عنها مصطفى ولد سيدي مولود خلال ندوة صحافية عقدها مؤخرا في مدينة السمارة، مسقط رأسه، وأعلن خلالها عن دعمه لمقترَح الحكم الذاتي، قد وضعت جبهة البوليساريو، ومعها الجزائر، في وضع حرِج، خاصة وأنه عبَّر، خلال تلك الندوة الصحافية، عن رغبته في العودة إلى تلك المخيمات، كيفما كانت العواقب والنتائج. ولا يُعرَف كيف ستتعامل جبهة البوليساريو مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود: هل ستمنعه من دخول مخيمات تندوف؟ أم ستسمح له بذلك؟ أم ستتركه يدخل إلى المخيمات وتُجرِّده، في نفس الوقت، من مسؤولياته السامية؟.. ومن جهة أخرى، أشارت مصادرُ إعلامية إلى أن جهاز الاستخبارات الجزائرية أقام، مؤخرا، لقاء دراسيا شارك فيه عدد من «الأطر الأمنية» في جبهة البوليساريو. وخلال هذه اللقاء الذي شارك فيه ضباط جزائريون كبار ومساعدون مقرَّبون من زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، طرح سؤال كيف يمكن التعامل مع ولد سيدي مولود حين عودته إلى تندوف: هل يتم اعتقاله؟ وفي هذه الحالة، سيتم الدخول في صراع مع قبيلة «الركيبات» القوية، التي ينتمي إليها ولد سيدي مولود ويهدد التوازن القبلي المتداعي أصلا. كما وجهت الاستخبارات الجزائرية انتقادات شديدة اللهجة بشأن الاختلالات التي تعرفها مخيمات تندوف، من بينها ترك ولد سيدي مولود يغادر تندوف في اتجاه المغرب. كما انتقدت الاستخبارات الجزائرية عجزَ «جهاز الأمن» في البوليساريو عن وقف عمليات الفرار الجماعية من جحيم مخيَّمات تندوف في اتجاه المغرب، وعجزهم عن منع التحاق صحراويين آخرين بشبكات التهريب والجماعات المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل.