هذه مجموعة من بعض النصوص التي ترجمتها في السنوات القليلة الماضية من اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مقالات كتبتها لترافقها. وهذه النصوص عبارة عن مواد ثقافية متنوعة في السياسة، التاريخ، الاجتماع، الأدب العلم، الفن، والطب النفسي. ودافعي لترجمة هذه النصوص- في المقام الأول- هو تأثري بشخصيات قائليها ونبل المبادئ التي يدعون إليها في معظم النصوص، أو أهمية الموضوعات وكونها قد تكون غير معروفة تماما بالنسبة إلى القارئ العربي كما في بعضها الآخر. النص 3 - رسالة إلى رئيس البريد الياباني لحثه على معارضة خصخصة البريد الياباني التاريخ:9 غشت 2005 السيد ماساهارو إيكوتا 1 2 3 كاسوميغاسيكي، شيودا - كو طوكيو 100 - 8798، اليابان عزيزي السيد ماساهارو إيكوتا كنت مطلعا، طوال سنوات عديدة، على المستوى الرفيع للخدمات البريدية والمالية التي يقدمها البريد الياباني. إن خدمتكم البريدية دقيقة وفعالة، ومكاتب البريد تقع في كل مكان في أصغر القرى. ينبغي التذكير بأن نظام التوفير المالي البريدي الياباني ليس أمرا مفيدا لليابانيين وحسب، ولكنه ساعد في توسيع الخدمات المالية بوضوح، وأنعش الاقتصاد سنوات من خلال مشاريع الأشغال العامة. بالإضافة إلى ذلك، فموظفو البريد اليابانيون مشهورون بالاهتمام بأحيائهم، فجريدة «هيرالد تربيون» الدولية ذكرت بحق أن مديري مكاتب البريد الياباني يعتبرون «أعمدة المجتمع». ولكن بالرغم من نجاحها القياسي، فإن رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي يحاول الدفع باتجاه خصخصة البريد. كمواطن من الولاياتالمتحدة، أجد مشكلة في هذا الأمر، لكونه يلقى دعما من مندوبي التجارة الأمريكية، وأيضا مساندة غرفة التجارة الأمريكية، وهي هيئات تريد الخصخصة لسببين، أحدهما أيديولوجي، والآخر هو المنفعة التجارية الشخصية. إن مطالب كويزومي لا يساندها سوى 24 في المائة من الشعب الياباني. إن الشعب الياباني يفهم أن الخصخصة سوف تقود إلى تقليص الخدمات البريدية، وبالتالي حرمانهم من امتيازاتهم الحالية. إن إلغاء احتكار البريد في دول مثل السويد ونيوزيلندا نتج عنه إغلاق نصف عدد المكاتب البريدية في هذه البلدان، أما مغامرة الأرجنتين في خصخصة البريد فقد كانت إخفاقا مذلا، مما اضطرهم إلى إعادة تأميم الخدمات البريدية. بدلا من تقديم نصائح ضارة لمشاريع خصخصة غير مفيدة، فإن صانعي السياسة الأمريكية يجب أن ينظروا إلى اليابان مثالا للنجاح في تشغيل الخدمة البريدية، ويشمل ذلك تأسيس برنامج توفير مالي بريدي لملايين الأمريكيين الذين لا يتمكنون - أولا يسمح لهم - بالخدمات البنكية. المخلص رالف نادر ص. ب19312 واشنطن، دي سي 20036 النص4 - رسالة إلى رئيس شركة فورد للسيارات لحثه على استدعاء 16 مليون سيارة يوجد بها خلل فني خطير وإصلاحها التاريخ: 7 سبتمبر 2005 وليام كلاي فورد جونيور رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين التنفيذيين شركة فورد للسيارات 1 طريق أمريكا ديربورن، ميتشغان481226 عزيزي السيد فورد كما تعلم، تقوم الإدارة الوطنية لسلامة مرور الطرق الآن بالتحقيق في عيوب بعض شاحنات فورد بسبب المعدل المرتفع لفشل «مفتاح تعطيل التحكم بالسرعة» وما يصاحبه من حريق في ماكينة السيارة. إن هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها سيارات فورد موضوعا للتحقيق بسبب عيوب لها علاقة بالحريق. في الحقيقة، يبدو أن شركة فورد للسيارات تصنع- بانتظام- سيارات تُظهر ميلا مزعجا للاشتعال، سواء كانت تتحرك أم كانت واقفة! كما تعرف، لقد تم استدعاء موديلات عديدة (بينتو 1976، فان 1987، شاحنة إف 1993) بسبب مخاطر الحريق المهدِدة لحياة الأشخاص أو الممتلكات. وفي عام 2002، توصل مركز سلامة السيارات إلى أن شركة فورد للسيارات قامت ب16 استدعاء بسبب حرائق الماكينات، وذكر التقرير أن فورد تُصمم سياراتها بهذه المخاطر نفسها مراتٍ ومراتٍ! إن تقرير المركز مرفق لعنايتكم، ولكن شركة فورد للسيارات لا تتعلم من هذه الأخطاء الهندسية! يا له من لغز! في الحقيقة، إن «مفتاح تعطيل التحكم بالسرعة» نفسه الذي يتم التحقيق فيه الآن هو القطعة نفسها التي أدت إلى الحريق الذي بسببه تم استدعاء موديلات أخرى قبل سنوات (كروان فيكتوريا، ميركوري غراند ماركي، لينكون تاون كار). ومع الأسف، لا تزال فورد تواصل صنع سيارات أخرى مستعملة هذا «المفتاح» نفسَه بعد استدعاء هذه السيارات. هذا القرار عاد مجددا ليطارد الشركة، ففي 27 يناير 2005 أخبرت فورد الإدارة الوطنية لسلامة مرور الطرق أنها سوف تستدعي «بعض موديلات الشاحنات التي تعاني من خلل في «مفتاح تعطيل التحكم بالسرعة». لكن هذه الشاحنات التي سيتم استدعاؤها لا تشكل سوى جزء بسيط من 3.7 ملايين سيارة يتم التحقيق فيها الآن بواسطة الإدارة الوطنية لسلامة مرور الطرق، وكلها تحوي «المفتاح» نفسَه! هذا «المفتاح» نتجت عنه حملتا استدعاء ضخمتان. لقد كانت الأعراض وطرق الفشل متشابهة، والنتيجة: حريق في الماكينة. إن تقارير الأضرار الناتجة بسبب فشل هذا «المفتاح» مفزعة، إذ دائما يؤدي إلى احتراق كامل السيارة وأحيانا البناء المجاور. الأسوأ من التدمير، مع ذلك، هو التوقيت «غير المقيد» للحرائق، لأنها يمكن أن تحدث حتى لو كانت السيارة متوقفة منذ دقائق، ساعات، أو أيام، لأن فورد- كما يبدو- صممت هذا «المفتاح» ليعمل في جميع الأوقات! الإدارة الوطنية لسلامة مرور الطرق أبلغت «CNN» مؤخرا بتقويمها للأخطار المترتبة عن فشل هذا «المفتاح»، قائلة: «أي شخص يملك سيارة فورد تحوي هذا المفتاح يجب أن يستبدله فورا من وميل فورد. وحتى ذلك الحين، نحن ننصح بعدم إيقاف هذه السيارات في المرائب المغلقة». ووفقا ل«CNN»، فقد اعترفت فورد اعترفت بأنها استخدمت «المفتاح» نفسه في 16 مليون سيارة. إلى متى ستستمرون في السماح لقطعة بعشرين دولارا أن تعرض حياة ملايين الناس للخطر؟! في هذا الظرف، وبعد مئات الشكاوى واستدعاءين ضخمين، يجب على فورد إزالة جميع هذه القطع من أسطول سياراتها. أنا أحثك بقوة على أن تستدعي فورا «كل» سيارة صنعت وبها مثل هذا «المفتاح». إن اتخاذ مثل هذا التصرف من قبل شركة فورد للسيارات سوف يثبت احترامكم العميق لسلامة الجمهور. وفي الواقع، قد يكون هذا أيضا مؤشرا جيدا على بداية تغيير في سلوك شركتكم ذات ال102 عام، التي تميزت طيلة العقود الثلاثة الأخيرة بعدم الرغبة في حماية بعض سياراتها من الحرائق! المخلص رالف نادر ص. ب19312 واشنطن، دي سي، 200360 * كاتب ومترجم سعودي مقيم بالمغرب