قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس، بالسجن ثماني سنوات على شخص مسن ( 62 سنة) بتهمة «التغرير بقاصر مع هتك عرضه بالعنف»، كما قضت بأداء غرامة مالية قدرها 5000 درهم. وانفجرت هذه الفضيحة عندما ساورت الجيران شكوك في تردد الطفل على بيت المتهم، ولم يترددوا في إخبار والدة القاصر بشكوكهم، غير أن الأم لم تنتظر طويلا، فقامت بعرض ابنها على طبيب مختص، الذي أكد لها أن ابنها تعرض للاغتصاب لأكثر من مرة، والدليل على ذلك هو الجروح التي تحيط بدبره. وبدأت تفاصيل هذه الواقعة منذ أزيد من سنة، عندما طلب المتهم، القادم من مدينة تازة، من القاصر شراء سيجارة له وأمده بدرهمين، ولما عاد صعد به المتهم إلى الطابق الثاني من البناية التي يسكن بها وأدخله إلى غرفة وقام باغتصابه بالعنف، ووعده بإعطائه كل ما يحتاجه من نقود شريطة ألا يخبر والدته بالأمر. «لما عدت من عند بائع السجائر طلب مني الدخول إلى منزله، حيث أدخلني إلى غرفة توجد نهاية الدرج وأمامها يوجد باب السطح، وبعدما جلسنا بالغرفة أخبرني بأنه سيمدني بمبالغ مالية بين الفينة والأخرى، وأنه سيشتري لي كل ما أحتاجه إذا وافقت على طلبه». يقول الطفل الضحية، قبل أن يضيف «بعد ذلك قام بفك رباط سروالي وإزاحته إلى ركبتي، بعدما خلع جميع ملابسه وبدأ يمارس علي الجنس، حيث كان يكرر هذه العملية لأزيد من أربع مرات في اليوم، وكان يهددني بأنه سيقتلني إذا أخبرت والدتي، وقال لي إنه سوف ينتظرني بين الفينة والأخرى عند باب المدرسة أو عند باب منزله». وتكرر هذا المشهد عدة مرات، حيث قام المتهم بإدخال القاصر إلى نفس البناية واغتصابه. وتفيد شهادة طبية حصل عليها الضحية، تتوفر «المساء» على نسخة منها، بأن الطفل يعاني من جروح بالغة على مستوى دبره. ويضيف الضحية، خلال الاستماع إليه من طرف قاضي التحقيق، أن المتهم كان يقوم بتهديده بذبحه بسكين إن هو أخبر والدته، لذلك فالطفل يبدو أنه كان يلبي رغبات هذا الرجل المسن، تحت طائلة التهديد. وكان المتهم يستغل فرصة عمل زوجته وأبنائه ويعمل على إدخال الطفل إلى نفس الغرفة التي كان يربي فيها أحد أبنائه الحمام، وعادة ما كان يتم ذلك عند الساعة الثانية بعد الزوال، بعدما يكون جميع أفراد أسرته خارج البيت. وكان المتهم «ع. ي» أنكر جميع التهم المنسوبة إليه، إلا أنه اعترف بأنه يعرف الطفل، لكنه قال إنه لم يسبق له أن استدرجه لاغتصابه أو تهديده. واعترف أيضا في محضر الاستماع إليه، بأنه سبق له وأن طلب من نفس القاصر إحضار سيجارة له غير أنه لم يدخله إلى منزله، موضحا، أنه يعاني من عجز جنسي منذ حوالي أربعة أشهر، وهو تصريح مناقض لما صرح به لدى الضابطة القضائية، حيث أكد أنه لم يضاجع زوجته منذ سنة 2000 بسبب عجزه الجنسي. غير أن إنكار المتهم لأفعاله ستواجهها تصريحات ثلاثة شهود أكدوا أنهم شاهدوا المتهم وهو يقوم بإدخال القاصر إلى المنزل الذي يسكن فيه بعد اتخاذ الاحتياطات الكاملة، مؤكدين أنه كان يمكث معه بعض الوقت ثم يقوم بإخراجه بنفس الطريقة.