توثق الصورة لأحد أهم الأحداث في تاريخ العلاقات العربية -العربية وتاريخ العلاقات العربية- الإسرائيلية، إذ توثق الصورة، التي التُقطت في شهر نونبر من سنة 1977، للخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في البرلمان الإسرائيلي (الكينيسْتْ). وتظهر وراء السادات صورة ثيودور هرتزل، مؤسس ومُنظِّر النزعة الصهيونية. وتكمن أهمية الصورة في أنها تؤرخ لأول زيارة لمسؤول عربي للبرلمان الإسرائيلي. وقد ألقى السادات خطابا مهَّد لتوقيع اتفاق ثنائي للسلام بين مصر وإسرائيل. وقد حضر الخطابَ «رموز» السياسة الإسرائيلية، من بينهم إسحاق رابين، غولدا مايير، ميناحيم بيغن، موشي ديان وعايز وايزمان. وقد شكَّلت الزيارة مفاجأة لأغلب الدول العربية، التي أعلنت الحرب على إسرائيل وقاطتْعها في عدة مناسبات. إلا أن زيارة السادات، وما تلاها من تداعيات، «كسّرت» الإجماع العربي حول القضية الفلسطينية.. ونتيجة لذلك، استُبعِدت أو طُرِدت مصر من جامعة الدول العربية التي انتقل مقرُّها إلى تونس العاصمة.. وبقيت العلاقة متوترة بين الدول العربية، لاسيما بين مصر وسوريا، التي تحتل إسرائيل منذ سنة 1967 وإلى حدود الآن هضبة الجولان التابعة لها تاريخيا وجغرافيا كما تحتل مناطق في سيناء المصرية، دون نسيان الإشارة إلى استيطانها فلسطين. وفي سنة 1982، تعرَّض الرئيس أنور السادات لعملية اغتيال نفّذها خالد الإسلامبولي، الذي قيل إنه كان عضوا في الجماعة الإسلامية، وعوضه نائبه حسني مبارك. وقد ربط البعض بين الاغتيال وتطبيعه الأحادي والملتبس مع إسرائيل.