توصلت وزارة الداخلية بشكايات ترصد الكواليس الخفية التي تمر عبرها مجموعة من الصفقات العمومية المرتبطة بالمجالس المنتخبة، انطلاقا من الإعداد لطلبات العروض إلى إنجاز دفاتر التحملات على المقاس بالتنسيق بين المصالح المعنية بالجماعات المحلية وبعض مكاتب الدراسات. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة، فإن الصفقة التي أعلن عنها مجلس مدينة سلا في وقت سابق، والتي تهم مبلغ 50 مليار سنتيم، منها ملياران مخصصان لإنجاز الدراسات، كانت النقطة التي أفاضت الكأس، حيث أشارت شكايات صادرة عن مكاتب دراسات، وجهت نسخ منها إلى كل من وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات، إلى عدد من الخروقات التي طالت عملية طبخ هذه الصفقات تمهيدا لرسوها على مكاتب دراسات بعينها. كما أكدت نفس المصادر أن وزارة الداخلية تعمل حاليا على التمحيص في مضمون هذه الشكايات بالنظر إلى قيمة المبالغ المالية التي تتضمنها الصفقات، خاصة أن هذه الأخيرة تتضمن إنجاز دراسات تشمل عددا من الشوارع دون تحديد دقيق للمعطيات المتعلقة بها، رغم أن هذه الشوارع سبق أن أنجزت بخصوصها دراسات متكاملة تم إقبارها لإنجاز دراسات أخرى، وهو ما يعد إهدارا واضحا للمال العام. ومن شأن هذا الملف أن يضع مجلس مدينة سلا في مأزق جديد، في الوقت الذي لازالت فيه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تواصل تحرياتها بخصوص مجموعة من الملفات المرتبطة بتجاوزات وخروقات نسبت إلى كل من العمدة التجمعي نور الدين الأزرق ونائبه جامع المعتصم عن حزب العدالة والتنمية. نفس المصادر حذرت من وجود لوبي قوي يتولى التنسيق بين عدد من مكاتب الدراسات، التي أصبحت تملك الحق الحصري في الصفقات التي تتجاوز قيمتها الملايير انطلاقا من نسخة معدة بعناية لدفتر تحملات موحد، يتم تمريره واعتماده عبر عدد من المجالس المنتخبة، بعد تعديلات طفيفة، وهي النسخة التي تغيب فيها كل الضمانات، وتتضمن معطيات غير واضحة بخصوص طبيعة الأشغال التي سيتم إنجازها والدراسات التي يتعين القيام بها، إضافة إلى شروط تعجيزية تهدف إلى ضمان رسو الصفقة على هذه المكاتب والحصول على عقود احتكارية بآجال زمنية طويلة، علما أن السلطة سبق أن قامت بتوقيف مجموعة من الصفقات التي تم تمريرها بنفس الطريقة بكل من سوق الأربعاء، وتاوريرت، وسيدي سليمان، والفقيه بنصالح، والجديدة بعد شكايات توصلت بها أشارت بوضوح إلى مجموعة من الخروقات التي طالت الإعداد لهذه الصفقات. كما همت الشكايات أيضا صفقات أنجزت ببوقنادل وحد السوالم وبرشيد.