يشتكي مجموعة من نزلاء السجن المحلي لمدينة وادي زم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل السجن، ووصفوا في هذا السياق السجن سالف الذكر بكونه «مقبرة للأحياء». و صرح نزلاء السجن ل «المساء» بأن إدارة السجن في شخص نائب رئيس المعقل، ونائب المدير وبعض الموظفين يستغلون نفوذهم لإهانتهم وللتنكيل بهم لأتفه سبب وكثيرا ما يحدث ذلك دون سبب يذكر، يقول السجناء، ويضيفون أن الأغراض التي يحضرها لهم أفراد عائلاتهم، خاصة منها المواد الغذائية، غالبا ما تصير غير صالحة بعد أن يطالها «العبث» أثناء عملية تفتيشها «غير المعقلنة»، كما أنه كثيرا ما تنتزع منهم، قسرا، المواد التي تستعمل في الحمام مثل «الشامبوان» والصابون أو غيره من المواد التي تستعمل في التنظيف أو المواد الغذائية التي يمكن الاحتفاظ بها لمدة طويلة. وفي وصفهم لحياتهم اليومية داخل السجن المذكور، قال السجناء إن حياتهم تفتقر لأبسط شروط الحياة الطبيعية من أكل ونظافة. أما بخصوص الأكل فقد أظهر النزلاء سالفو الذكر تذمرهم من منعهم من طبخ ما يمكنهم من سد جوعهم بعد الرابعة زوالا، وهو ما يدفعهم في الغالب إلى البقاء دون أكل منذ الوقت المذكور إلى صبيحة اليوم الموالي لأن الأكل المقدم داخل السجن، برأيهم، يفتقر لأبسط شروط النظافة وهو ما يمنعهم من قبول تناوله. و أما عن النظافة داخل السجن فالسجناء يؤكدون معاناتهم اليومية مع سياسة الحرمان من الماء، علاوة على حرمانهم الدائم من الماء الدافئ للاستحمام وإجبارهم على استعمال الماء البارد على مدار السنة. و يستنكر السجناء حرمانهم من فسحتي السبت والأحد داخل ساحة السجن المخصصة لذلك بدعوى عدم توفر الأطر الكافية للإشراف على الأمر، كما يستنكرون عدم وجود مخدع هاتفي يمكِّنهم من الاتصال بذويهم والاطمئنان عليهم أو طلب حاجياتهم. وبخصوص التطبيب يقول أحد السجناء إنه إذا ما مرض أحدهم وحدث أن طلب زيارة الطبيب فإن رد الإدارة يكون هو: «حْنا هما الطبيب هما الدْوا هما كُْلْشِي»، ويتروكنه لآلامه وأوجاعه دون أدنى اهتمام، يضيف مصدر «المساء». و اتصلت «المساء» بإدارة السجن المحلي لوادي زم لمعرفة رأيها في الاتهامات الموجهة إليها غير أن نائب المدير «وراق صالح» رفض الإدلاء بأي تصريح نيابة عن مدير الإدارة بدعوى أن هذا الأخير هو من يمكنه إعطاء رأيه في الموضوع، وأنه لا يمكنه ذلك لأنه يحضر نشاطا ثقافيا بالمؤسسة السجنية، وهو النشاط الذي أكد نزلاء السجن، أنه لم يسمح لهم جميعا بحضوره، وأنه لا يتعدى مسرحية قدمها نزلاء السجن أنفسهم.