عمَّمت المصالح الأمنية في مدينة قلعة السراغنة مذكرةَ بحت على الصعيد الوطني في حق قاتل زوجته في قلعة السراغنة، مصحوبةً بصوره، في محاولة منها لتشديد الخناق عليه، بغيةَ إلقاء القبض عليه، في الوقت الذي لم تتمكن المصالح الأمنية في المدينة، إلى حدود كتابة هذه السطور، من تفكيك خبايا جريمة حي «البانْكة»، التي ارتُكِبت يوم الجمعة الماضي. كما لم تستطع، بعد مرور حوالي أسبوع على ارتكابه الجريمة، من إيقاف القاتل محمد العسكري، الذي لاذ بالفرار بعد تنفيذ جريمته النكراء. وتتكفّل مصالح الشرطة القضائية في منطقة الأمن الإقليمي في القلعة بإجراء البحت والتحري في القضية، دون أن تبرز، إلى حد الآن، أي معطيات جديدة. وكان القاتل المعروف باسم محمد العسكري، وهو جندي سابق، قد طعن زوجته المسماةَ، قيدَ حياتها، «فتيحة س.»، طعنة قاتلة لفظت على إثرها أنفاسَها الأخيرة في مستشفى ابن طفيل في مدينة مراكش، مخلفة وراءها ثلاثة أطفال، ولدين (عبد الناصر وأيوب)، أصغرهما عمره 14 سنة، وبنتا تزوجت حديثا وقد عمد الجاني إلى الفرار، عبر «الجبل الصغير» (الكدية) القريب من حي «البانْكة»، إلى وجهة مجهولة. وترجع أسباب الخلاف بين الطرفين، حسب مصادر من عائلة الضحية، إلى رفض الزوجة القتيلة الانصياعَ لرغبة الزوج القاتل في بيع منزل الأسرة وقيامها بإخفاء رسم الملكية عنه لدى عائلتها. وعندما عادت الهالكة إلى منزل الأسرة من زيارة لعائلتها، ليلة الجمعة الماضي، وجدت الجاني، وهو عامل مياوم، في انتظارها خلف باب المنزل، ليقوم بطعنها في بطنها، ليرديَّها قتيلة في الحال. إلى ذلك، قال مصدر مقرب من القتيلة إن عائلةَ الأخيرة تجهل تماما، إلى حد الآن، لماذا لم يتم بعدُ إلقاء القبض على المجرم، البالغ من العمر 51 سنة، والذي كان جنديا سابقا غادر الخدمة العسكرية قبل الحصول على التقاعد. كما لا تعرف العائلة، إلى حد الآن، ما إذا كانت المصالح الأمنية قد تمكنت من تحديد مكان القاتل أم لا. وقد خلَّفت حادثة القتل استنكارا شعبيا شديدا وسط الحي،الذي تسكن به العائلة وفي مدينة قلعة السراعنة، عموما، بعد أن سرى خبر الجريمة بين الناس، لِما عُرفت به الراحلة من أخلاق طيبة، فيما انتقل ابنا الضحية إلى العيش مع جديهما وأخوالهما في مقر سكناهما في التعاونية الرعوية، في مخرج مدينة قلعة السراغنة، في اتجاه بن جرير، بعدما شُيِّع جثمان الراحلة إلى مثواه الأخير. وبدا الابن الصغير «أيوب» مصدوما لفراق أمه، التي اعتاد على رؤية وجهها وسماع صوتها طيلة أربعة عشر سنة من عمره. فيما اضطر زوج البنت إلى البقاء قربه للتخفيف عنه، وهي التي لم تتقبل طريقة رحيل أمها على يد أبيها، وبدت منهارة، عشية يوم السبت الماضي لهول الفاجعة التي حلت بعائلتها.