سيعيش أيوب وعبد الناصر وأختهما التي تزوجت حديثا ما بقي من حياتهم يتامى، بعد أن فقدوا أمهم التي قتلت من قِبل والدهم صباح يوم السبت الماضي بمدينة قلعة السراغنة. وحسب مصادر متطابقة، فإن الأب الجاني ظل ينتظر زوجته ليلة الجمعة الماضي قبل أن يطعنها بسكين في بطنها ويرديها قتيلة. ولم تفلح عملية نقلها إلى مستشفى «السلامة» الإقليمي بقلعة السراغنة، فتم نقلها بعد ذلك صوب مدينة مراكش لإنقاذ حياتها التي أضحت قاب قوسين من الموت، لكن الضحية (فتيحة. س) لفظت أنفاسها الأخيرة صباح يوم السبت تاركة فاجعة ألمت بعائلتها وأهلها. وتحدثت بعض المصادر أن الخلاف بين الجاني (51 سنة) والهالكة فتيحة التي كانت تبلغ (46 سنة) يرجع إلى رغبة القاتل، وهو عسكري سابق لم يحصل على التقاعد، في بيع منزل الأسرة بحي «البانكة» الواقع على بعد كيلومترين من وسط المدينة في اتجاه مدينة مراكش، في حين رفضت الضحية قرار البيع، وقامت، كما تقول المصادر، بتهريب رسم الملكية الذي كان في ملكها، وإخفائه عند عائلتها. أمر لم يستسغه الزوج القاتل، الذي انتظر ليلة الجمعة الماضي رجوع زوجته من زيارة عائلتها القاطنة بتعاونية «الرغوية» الواقعة في مخرج المدينة باتجاه ابن جرير على أحر من الجمر، لينفذ جريمته التي اهتزت لها مدينة قلعة السراغنة وقبلها حي «البانكة»، حيث مكان الجريمة. وتقول مصادر من عائلة الضحية إن الجاني طعنها في بطنها بالسكين وراح يغرزه حتى انكسر في بطن الضحية. وقد علمت عائلة الضحية بالخبر فور حضور ابن القتيلة أيوب (14 سنة)، الذي قطع حوالي كيلومترين ونصف ركضا جراء صدمته، ليخبر جده وجدته وأخواله بالحادث المؤلم. فيما لا تزال البنت (17 سنة) لم تفق من صدمتها. وعلمت «المساء» من مصادر عليمة أن الجاني فر بالليل بعد ارتكاب فعلته الشنيعة إلى جبل صغير يسمى ب ( الكدية) يشرف على حي «البانكة» المدمج حديثا بالمجال الحضري، ولم تتمكن المصالح الأمنية لحد كتابة هذه الأسطر من إيقافه. وقد فوجئ العديد من جيران القاتل بما قام به الجاني، خاصة أنه معروف بصمته وعدم مخالطته للناس. كما أثنى العديد ممن تحدثت إليهم «المساء»على أخلاق الراحلة. وأضافت مصادر من عائلتها أنها تحدثت لهم ليلة الجريمة عند زيارتها لهم عن تهديده لها، إذ قالت لهم «هاداك الراجل باغي يقتلني». كما ذكرت مصادر أخرى على علاقة بالضحية أن الجاني كان يعتدي على زوجته، لكنها كانت تصبر على أذاه حفاظا على استقرار بيتها وحبا في أبنائها.