تجري حاليا بمختلف فروع حزب العدالة والتنمية مناقشة الوثائق التي ستعرض على المؤتمر السادس للحزب، المرتقب أن تحتضن أشغاله القاعة المغطاة للأمير مولاي عبد الله بالرباط طيلة يومي ال19 و20 من يوليوز الجاري. وقال سليمان العمراني، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في هذا السياق إن هناك 9 جهات من أصل 14 تابعة للحزب خصصت أمس اجتماعاتها للتداول في الأوراق المنتظر أن تعرض على أشغال المؤتمر. وحدد العمراني، في اتصال مع «المساء»، عدد هذه الأوراق في أربع، وهي أطروحة الحزب التي تتضمن قراءة في المرحلة السياسية التي يجتازها المغرب ووثيقة النظام الأساسي والتقرير السياسي، الذي ينتظر أن يتلوه الأمين العام للحزب في الجلسة الافتتاحية، وتقرير حول أداء الحزب إضافة إلى التقرير الأدبي والمالي. وينتظر أن يشارك في مؤتمر الحزب القادم 1700 مؤتمر منهم 1200 مندوبون من الجهات والأقاليم، فيما يحضر الباقون أشغال المؤتمر بالصفة، لتمثيل المنظمات الموازية التابعة للحزب، وهي هيئة المحامين وهيئة المهنيين وشبيبة الحزب ومستشاروه الجماعيون، كما تقترح كل من الأمانة العامة للحزب وكتاباته الجهوية 100 مؤتمر قبل أن تصادق عليهم الكتابات الإقليمية. ولم يستبعد أكثر من مصدر من الحزب أن ترخي بعض القضايا الخلافية بظلالها على أشغال المؤتمر، ومنها قضية العلاقة بين الحزب وذراعه الدعوية المتمثلة في حركة التوحيد والإصلاح. وفي هذا السياق، يقول سعد الدين العثماني ل«المساء»: «إن المعمول به حاليا هو أن هناك استقلالية كاملة بين الحزب والحركة مع وجود شراكة بينهما»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن كل القيادات السياسية في مختلف الأحزاب لها ارتباطات جمعوية دون أن يثير هذا الارتباط أي مشكل». واستدرك العثماني قائلا: «لكن عندما يتعلق الأمر بوجود قيادات من العدالة والتنمية في هيئات جمعوية أخرى، فإن هناك من يتضايق من هذا الأمر». ويعترف العثماني بوقوع بعض الاختلالات المحدودة في العلاقة بين الحزب والحركة على مستوى الموارد البشرية، لكن هذه الاختلالات ناجمة في نظره عن التوسع التدريجي للحزب وسط شرائح اجتماعية خارج الحركة وأيضا توسع الحركة وسط شرائح اجتماعية خارج الحزب، مؤكدا أن ضبط هذه الاختلالات ومعالجتها يحتاجان إلى وقت ولا ينبغي أن تثار من طرف البعض بدافع التشويش». هذا وكانت وزارة الداخلية قد طالبت، في أكثر من مناسبة، الحزب بفك علاقته بالحركة التي يعتقد أنها النواة الصلبة لحزب العدالة والتنمية. وفي الوقت الذي يدعو فيه أعضاء من الحزب إلى ضرورة أن يتخذ المؤتمر القادم موقفا موحدا من التعامل مع فؤاد الهمة وحركته لكل الديمقراطيين، خاصة أنه صرح في أكثر من مرة أن مهمته هي مواجهة الإسلاميين، قال العثماني في هذا السياق: «من حق أي كان أن يمارس العمل السياسي أو الجمعوي، لكننا نحذر من استغلال نفوذ السلطة وتدخل الإدارة لدعم هذا الطرف الذي جاء لمواجهتنا»، مؤكدا أن حزبه يرحب بهذه المواجهة لأن نتائجها ستكون في مصلحته، قبل أن يضيف: «ثم إن النزول لمواجهتنا ومحاصرتنا معناه أننا حزب قوي».